صحيفة اوان

مجلة مبرات التضامن التي اصدرت عام 2016

جمعية التضامن على الفيس بوك

شعيرة الاعتكاف في جامع الشيخ عباس الكبير

#

 

تعرف على ...أحدى الشخصيات الثقافية في مدينة الناصرية

Sat , 2017/07/22 | 08:45

مركز التضامن للإعلام

شخصية ثقافية طيبة عرفتها الناصرية، كانت تربطه علاقة حميمة مع الكتب والشعر وغيرذلك هو:-
 
أحمد الباقري 
 
الصدى والصوت في ذاكرة المدينة 
 
نعيم عبد مهلهل
 
هذا رجل عرفته الناصرية جيدا، كبير في أبداعه وأخلاقه، منذ صباه وهو يضع جمالية النص ،نثرا كان ام شعرا أم ترجمة في كل جيوب ملابسه ، لم يتخلف يوما عن ملامسة اجفانه لكتاب ، ولم يتقاعس يوما في ابداء ملاحظة او نصيحة لأي مبتدأ في الكتابة جاء اليه يطلب ارشادا .
أحمد محمد الباقري ( 1941 ) ذاكرة طيبة سكنتها أحلامه التي انتجاها كتبا وذكريات ، وهو المنتمي الى عائلة اصيلة شكل حضورها في بيتهم العريق وسط شارع الحبوبي حضورا ثقافيا وروحيا عندما كان ديوان والده المرحوم السيد محمد الباقري يشكل محطة التقاء ثقافي ومعرفي للكثير من عوائل المدينة وما يميز هذا الديوان انه في فصل الربيع والصيف يكون فوق السطح .
عرفت احمد الباقري منذ طفولتي والمتخرج من معهد الفنون الجميلة عام 1962.
 عندما كنت في المتوسطة اتواجد مع أخيه المرحوم حسن سيد محمد حيث تربطني به وبرياض الدجيلي صداقة العمر بكل ابتساماته ودموعه، وهناك التقيت الباقري ووضعت عيوني على عناوين اغلفة كتب مكتبته الغنية بكل المعارف ، وفي الثالث متوسط اهداني اول كتاب يهدى الي في حياتي ،وهو ترجماته الرائعة للشعر الفرنسي عن طريق الإنكليزية في كتابه الشهير رصيف سوق الازهار ( 1970 ) والذي كتب مقدمته الشاعر الشهيد خالد الأمين .
واعتقد ان هذا الكتاب والذي ترجم فيه مقاطع من ملحمة الشاعر الفرنسي سان جون بيرس ( آناباز ) هو من الهمني لكتابة اول دراسة أدبية في حياتي وانا في الثالث المتوسط وكانت بعنوان ( الصورة الشعرية في عالم سان جون بيرس ) ، واعطيتها الى أخيه المرحوم حسن ليقدمها الى الباقري ،لأني كنت مرعوبا من تقديمها لها بنفسي ، فلم يصدق ان صبيا بعمر 15 عام يكتب عن شاعر صعب ومثير مثل بيرس.
منذ ذلك الوقت وانا اعتبر الباقري المعلم والصديق ومرجعيتنا الأدبية التي نحتفي فيها في كل مناسباتنا الأدبية كقامة رائعة ومثمرة، وربما شكل هو والراحل الروائي محسن الخفاجي ثنائيا رائعا في انتاج الكثير من التراجم والابداعات ومنها كتابهم المشترك (سماء مفتوحة الى الابد). وشاركهم في كتابته الراحل عبد الجبار العبودي.
احمد الباقري الذي صمدت روحه ضد كل المحن والمتغيرات، يمثل اليوم واحدا من شمعدانات الادب السومري المضيئة في تواريخنا وذكرياتنا، وحتى عندما سكنته علة القلب لم يفارق كتبه واحلام الكتابة لديه.
هو في حضوره بالرغم من بطيء حركته يمثل توهج المكان وعطره واصالته، لتحسه مرتفعا في مودة الحب الى مدينته واجيالها الأدبية كما ترتفع زقورة أور في سماء احلامنا السومرية.
 
 

تعرف على ...أحدى الشخصيات الثقافية في مدينة الناصرية

تعرف على ...أحدى الشخصيات الثقافية في مدينة الناصرية