والمعروف إن إجراء فعل الخير على يد الإنسان لا يعني أنه هو صانع الخير، وإنما هو وسيلة يتم من خلالها نقل الخير إلى الآخرين، أما صانع الخير فهو الله تعالى، ولكن يمكن أن يطلب الإنسان من خلال الدعاء أن يجري على يديه الخير طلبا لرضا الباري عز وجل وأيضا لقضاء حوائج الناس من خلاله، علما أن هذه الوسيلة (الإنسان)، هي مخيرة وليست مجبرة.

الشيخ الفقيد احمد ظاهر الشويلي الرجل الذي قاسى في بدايات الحياة وتعب وارتحل قسرا عن بلده وموطنه آنذاك لكنه لم ينسى آهات الوجع والفقر  فكانت روحه تغمر الثكالى بالمواساة وصدره يحتضن الأيتام، حتى عاد إلى موطنه وتفرغ إلى العمل الإنساني ،وهو احتضان الأيتام وكفالتهم ورعايتهم والأخذ بيدهم إلى العلم والمعرفة وإخراجهم من ظلمات العوز والفاقة إلى نور العلم والتمكين.

الفقيد الشويلي الذي يصفه الواصفون ويصفه كل من عرفه وصحبه بأنه رأى فيه كل فعل خير يقدمه سرا وكل معونة تخرج من رداءه إلى بيوت امتلأت بالأيتام والفقراء والأرامل، ووصفه البعض الآخر بأنه كان نموذجاً متسامياً زاهداً بكل شيء، حتى كأنه كان يعيش في عالم لا ينتمي لعالمنا، وكأنه لا يرى ما نتنازع عليه من جاه ونفوذ، وما نتهافت عليه من مال وثروة وسلطة.

أبو إبراهيم كما يحلو للكثير أن يسموه عاش ملاذا للأيتام وكهفا لهم يئن قبلهم ويتوجع لوجعهم يتابعهم كل يوم بدون كلل ولا ملل حتى فتح لهم مدارس ثلاثة في المنار والفهود والإصلاح ليكملوا دراستهم فيها ويواكبوا المجتمع ويكونوا نواة خير وإصلاح فيه، هكذا عاش الفقيد ومات والإيمان يرفد قلبه بمحبة مدينته وأيتامها ولكن يد الخير هذه ستبقى تعطي ولا تموت.

مركز التضامن للإعلام