مركز التضامن للإعلام
كتب الاستاذ نعيم مهلل عن شخصية أجتماعية ، جتحمل الالفة والمودة من خلال التزاور والتعايش والعلاقات الطيبة وهي شخصية :-
السيد راضي جبار عسكر المكصوصي
جارنا الهادئ بطيبته
شوارع مدينة الناصرية متشابكة كما سلسلة الذهب بشيء اسمه مودة الجيران وتعايشهم، حتى يشعرك الشارع انه بيتنا واحد من تلك الالفة الجميلة من التزاور والتفقد والتعايش والتكافل.
أنها مدينة تتمدن عبر عاطفة مساكنها، لهذا وجوه الجيران هي زاوية مضيئة في ملامح الذاكرة وحتما كل جار بخصوصيته.
اكتب هذا وانا احط رحال مودتي في نعومة تلك المرايا الساكنة على اجفان مدينتي البعيدة فأتذكر ذلك الرجل الطيب جرنا السيد راضي جبار عسكر المكصوصي 1930.
يمثل أبو علي شيئاً من خصوصية شارعنا الضيق المتفرع من شارع النعمان حيث داره العامرة في مواجهة دارنا تماما ، فهو عمود تلك العائلة الطيبة التي تكون فيها العلوية ام علي حفظها الله العين الساهر لنا جميعا بتفقدها جيرانها كل صباح ،ويكون لطعم سلامها خصوصية الطقس المحبب لدينا ويقف أبو علي الى جانبها لم تغير فيه شيخوخته سوى نظره الضعيف لكن ذاكرته وابتسامته وسؤاله الدائم عنا تبقى من متلازمات شخصيته الوفية لأبناء شارعه.
عاش كادحا منذ تطوعه في سلك الشرطة السيارة عام 1947 ،ونال شرف ان يكون ضمن القطعات التي شاركت في حرب فلسطين ألأولى 1948 وله فيها ذكريات ، وطوال هذه الخدمة وحتى تقاعده في سبعينيات القرن الماضي شكل حضوره شيئا من التزام الرجل المسلكي وانضباط حياته في البيت ليؤسس اسرة متعلمة ومتحضرة وليشكل أولاده الطيبين بعض خصوصية مودة شارعنا بالرغم من هجرة بعض ابناءه الى استراليا ( علي وسعد وأحمد) إلا ان ولده حميد يكاد يمثل الوجه الأقرب لحضور العائلة في المجتمع الناصري بعد ان قلة حركة الاب بسبب تقدم العمر ويشاركه في ذلك أخيه حيدر.
بين حنين الاب لأولاده المهاجرين من الذكور والاناث الى صمته في مشيته الهادئة التي يخطو بها في امتداد شارعنا كل يوم ترسم الملامح الطيبة للسيد راضي المكصوصي شيئا من جمالية هذا الجار الهادئ والمنضبط في إيقاع يومه الذي تعود عليه منذ أيام جنديته ليكون اول المبكرين في الاستيقاظ والصلاة.
السيد راضي جبار عسكر المكصوصي ، الهادئ والمحب لجاره ،كان بالنسبة لنا الاب الروحي لتلك الوجوه الطيبة التي عاشت في شارعنا القديم ، وكلما اعود الى الناصرية من بعض مواقت يومي ان ازور تلك العائلة الطيبة ،اقبل رأس العلوية واستعيد مع حميد ذكريات أيامنا الجميلة ويأتي السيد هادئا بإطلالته ،قليل الكلام ولكن ابتسامته تعيد لنا ذلك الهدوء والاتزان وطعم أيام ذهبت ويمكن ان نستعيدها بكل ايامها البعيدة من خلال السلام على ابي علي وتفقده ، فيكون رده ضحكته وحسرته على تلك الجورة الطيبة معنا.........!