صحيفة اوان

مجلة مبرات التضامن التي اصدرت عام 2016

جمعية التضامن على الفيس بوك

شعيرة الاعتكاف في جامع الشيخ عباس الكبير

#

 

من ذاكرة الناصرية ...أزمنة مخاتير أبو جداحه

Thu , 2017/08/03 | 09:00

مركز التضامن للإعلام

حمود عبد الواحد عبد الله البراك
 
أزمنة مخاتير أبو جداحه
 
 
 
يوم بنى الوالي مدحت باشا مدينة الناصرية، أودع اول طابو اميري ومفاتيح اسوارها عند امير عربي من امراء المنتفق هو الشيخ ناصر باشا الأشقر، ولهذا كان لهذا الرجل وذريته والتي حملت المدينة اسمه، كانت له وستظل بصمة المسمى والقدر المميز لتأريخ المدينة عندما شكلت العوائل السعدونية بعض من نسيجها الروحي والاجتماعي الأول في مشاركة من نزح ليسكن المدينة من القبائل التي تحيط في المدينة والمدن والامصار الأخرى.
 
تشكلت الناصرية كمناطق سكن من محلات قديمة ومنها الجامع والسراي وأبو جداحة والسيف ، وكان لهذه المحلات مخاتير ارتبطوا بذاكرة المدينة يوم بدأ الأشقر من خلفوه من حكام ومتصرفين في تأسيس الحكم المدني وخصوصا بعد قيام الدولة العراقية الحديثة ، وربما المرحوم الحاج حمود عبد الواحد عبد الله وطبان البراك السعدون 1912ــ 1984 يمثل بعض أولئك المخاتير الذين تركوا الأثر الطيب في نفوس البيوت التي سكنت الامتداد السكاني المسمى أبو جداحة والذي يبدا من حدود الموحية ليمتد في قلب المدينة ، وطوال أربعينات وخمسينيات وحتى وفاته رحمه الله ادام الحاج حمود تواصله وصنع له اساطير من المودة والكرم والروح الرائعة التي نشرت افياء محبتها وكرمها ورعايتها للكثير من بيوت المنطقة ، وشكل مع سيد إبراهيم مختار محلة السيف والمرحوم جليل المختار مختار الشرقية صلة للتماسك والتواصل ،فكانت اختامهم تقرأ للناس تواريخ الولادة والجندية والحصول على سكر التموين يوم عاش العراق ما كان يسمى سنين ( لوعة ).
 
يتذكر أبناء المنطقة تلك العاطفة العربية الأصلية لروح الرجل حمود الذي لم يرزق بأبناء من زوجته السيدة حدهن الحاتمية والملقبة أم خزنة لم تنجب لكنها شاركت الحياة بحلوها ومرها وهو ينشر عطفة ورعايته على اهله وجيرانه فلم يرضى ان يتزوج عليها وبقي وفيا الى حدهن التي يتذكر الصديقين كامل حمد ثويني السعدون وعلي حمد السعدون ان جدمها الحاج حمود السعدون صاحب الفضل الكبير في تربيتهما ونشأتها والمضي ليصنعها خطواتهم غي التعليم وكان خيمتهم التي نالوا منها الرعاية والعطف والحنان.
 
تلك الروح الطيبة المسكونة بهاجس محبة أبناء مدينته الناصرية شكلت مودتها لدى الكثير من الاسر التي سكنت منطقة ابي جداحة والكثير منهم من بني ركاب وآل زريرج وقبائل عربية أخرى ولهذا الكبار منهم يتذكرون هذا الرجل الطيب والاصيل والكريم، ويتذكرون تماما ختمه الدائري الأزرق وكأنه طغراء ولاة الأزمنة الأسطورية للمدن التي تتشكل من أحلام الأنهر وبيوت الطين.
ربما روح ذلك الرجل الطيب حمود عبد الواحد البراك تسجل للمكان وذكرياته بعض إيقاع حياتنا وهي تتقدم الى الامام بفضل أولئك الرجال الرائعين.
نعيم عبد مهلهل

من ذاكرة الناصرية ...أزمنة مخاتير أبو جداحه

من ذاكرة الناصرية ...أزمنة مخاتير أبو جداحه