صحيفة اوان

مجلة مبرات التضامن التي اصدرت عام 2016

جمعية التضامن على الفيس بوك

شعيرة الاعتكاف في جامع الشيخ عباس الكبير

#

 

تعرف على. .... شخصية بسيطة ومتواضعة وقريبة من الروح‎

Sun , 2017/08/06 | 10:35

مركز التضامن للإعلام

كتب الاستاذ نعيم مهلهل عن إحدى شخصيات مدينة الناصرية ، ذات البساطة والطيبة وتركت اثرا طيبا في قلوب أبناء مدينته وهو المرحوم سعد هاشم حطاب ،قائلا

الطرق تسرق منا الفقراء

نعيم عبد مهلهل

مدينة مثل الناصرية تمتلك كل هذا الخليط العجيب من ايماءات الوجوه بين حالم وبسيط، بين حامل سجادته الى بوابات الجامع وبين من يدفن خواطره في اغلفة كتب اليسار وسارتر، بين عالم وحالم وبين فطري فقير وآخر متمكن وثري.

هي مدينة بالرغم من نقائضها إلا انها في شكل المودة تجمع كل تلك الوجوه بسلال ورد تضعه على نافذة قلبها لتشعر انها مدينة الجميع وليست مدينة المفكر والوجيه واستاذ اللغة العربية او مناضل الزنزانة.

أنها حاضنة لنا جميعا، وكل الذين ولدوا من رحمها ببناطيل او دشاديش هم صناع اساطيرها وفلسفتها ويومها السومري، بائع الحبوب وطبيب الباطنية وصاحب البسطية وعميد الجيش والشاعر وصاحب المقهى وحارس بناية النشاط المدرسي وهو من اشير الى ذكراه الآن المرحوم الطيب سعد هاشم حطاب، ذلك الانسان المسالم الذي عاش فقيرا ومات فقيرا لكن المحبة والهدوء والقدرية التي رضي بها جعلته مبتسما على الدوام ونحن نراه يقبل علينا بطوله الفارع مبتسما ومنتظرا منا أي تكلفة يقوم بها بطيبة نفس.

المرحوم سعد هاشم حطاب وأخيه شريف هما من بعض حضور أيامنا القديمة وقد سعى شريف ليجعل أخيه معه في نفس الدائرة، وأظن ان جميع من في النشاط والى اليوم يحزنون لفقدانه. الولد المسالم بعاطفته البريئة وحضوره البسيط وتواضعه وابتسامته التي يتفاعل معها الجميع.

هو لم يكمل تعليمه، لكنه عاش بيننا بهدوء ونظافة قلبه وبساطته.

يوم سمعت بخبر وفاته بحادثة طريق شعرت بأن الطرقات قد لا ترحم أحلام البشر ليعيشوا وينجبوا ويكونوا اسرة، وأنها مع الفقراء تسلب منهم بهجة الحياة وعشقهم لها، وتخيلت دموع أصدقائه في الدائرة، رعد وسالم وزكي وعلى وازهار وحسين وطلال وموسى وحسون وحازم ومالك وخالد وعباس وسعد وثائر ومعين وراضي وسمير وكل الذين عاش معهم في الدائرة مثل صديقا لهم وليس حارسا لبناية.

مات سعد هاشم حطاب وشعرت بفقدانه غياب بعض ذكريات منسبي هذا القسم التربوي وسمعت اخبارا مؤلمة عن مدى الحزن الذي أصاب من عاشوا معه تلك الأيام التي رسمت لهم عاطفة هذا الفتى الطيب الذي كان يرسم في وجهه فطرة وابتسامة جميلة تفضح غرامياته.

هو من بعض زاد الذكريات عندما يجرحها رحيل الفقراء، أولئك الذين بالرغم من بساطتهم كان لهم حضورا جميلا في حياتنا.

هادئ وطيب وبسيط ومن النوع الذي يقال عنه في العامية ( يتصخر ) ويذهب ليعينك في كل عمل تطلبه منك حتى عندما تحتاج لترتيب اثاث بيتك او نقل أغراض لك.

لكنه رحل الان ولم تبق منه في صدى مدينته التي كان ينقل بين شوارعه خطواته الطويلة والسريعة. لم يبق سوى صدى ذكرى.

 

تعرف على. .... شخصية بسيطة ومتواضعة وقريبة من الروح‎