ألقى حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد مهدي الناصري محاضرة دينية في مسجد أهل البيت (ع) بمدينة مونتريال الكندية بين خلالها مفهوم "الإنصاف" وفضله وأهميته في حياة الإنسان.

.

واستهل الشيخ الناصري محاضرته بما أوصى به الإمام علي (ع) في عهده لمالك الأشتر حيث قال "أنصف الله وأنصف النّاس من نفسك ومن خاصّتك ومن أهلك ومن لك فيه هوى من رعيّتك ، فإنّك إن لا تفعل تَظلِم ، ومَن ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده ، ومَن خاصمه الله أدحضَ حجّته ، وكان لله حرباً حتّى ينزع ويتوب ، وليس شيء أدعى إلى تغيير نقمة وتعجيل نقمة من إقامةٍ على ظلم ، فإنّ الله يسمع دعوة المظلومين وهو للظالمين بالمرصاد" مبينا أن هذه الوصايا والأخلاقيات تدعو الإنسان المؤمن بشكل عام إلى أن يكون منصف في كل تصرفاته وتعاملاته.

وتابع "إن الشريعة منظومة متكاملة بعضها قوانين تنظم عمل الإنسان مع من حوله في المجتمع، والجانب الأخلاقي والتربوي في حياة الإنسان، وان منظومة إدارة الحياة لا يمكن أن تكتفي بموعظة، وقد تنفع الموعظة في تذكيرنا أو تحريك الكوامن أو أنها تجد في النفس استقبالا لحظة من اللحظات، أما بقية الأشياء لابد أن تكون لها قوانين وعقوبات للمخالفين".

وبين "إن الطبيعة البشرية بما فيها من نوازع وأشياء كثيرة أخرى في داخلها لا يمكن أن تتحول إلى نفس مستقيمة وصالحة إلا بمجموعة الأنظمة ومنها تطبيق القوانين وأخرى مواعظ وإرشادات كما إن الوصايا الأخلاقية والتوجهات القدسية عند الأنبياء والأئمة والصلحاء ليست كافية بدون هذه الأنظمة والقوانين".

وأوضح "إن على الإنسان أن يعرف هل انصف الله فيما أعطاه وهو القائل في كتابه العزيز (وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم) فالله تعالى ليس لديه طلب شخصي، وهو الذي يعطي الصحة والجاه والعلم والمال وجميعهن لهن ضريبة، لابد أن الإنسان يعرف ذلك وان يقدم شي من واجبه في هذا المجال".

وأشار إلى "أن الإنسان لابد من أن ينصف الناس من نفسه، والإنصاف هو من الملكات الإنسانية التي تظهر الحق وتتجلى به  في سيرة الإنسان وسلوكه وعلمه وعمله، وهو أن يرضى لغيره ما يرضى لنفسه، ويكون وفق الحكمة التي تضع كل شيء في محلة، والتصرف بما فيه المصلحة والخير لا غير".

ولفت إلى أن أمير المؤمنين في حديثه هذا لمالك الأشتر يريد لنا أن ننصف أنفسنا وأهلنا ومن يكون من خواصنا، سواء كان عدو أو صديق، بل حتى من يظلمنا، وان يكون الإنصاف  في سيرة الإنسان وسلوكه وعلمه وعمله، وهو أن يرضى لغيره ما يرضى لنفسه، ويكون وفق الحكمة التي تضع كل شيء في محله، والتصرف بما فيه المصلحة والخير لا غير.