صحيفة اوان

مجلة مبرات التضامن التي اصدرت عام 2016

جمعية التضامن على الفيس بوك

شعيرة الاعتكاف في جامع الشيخ عباس الكبير

#

 

تعرف على. ...شخصية اجتماعية طيبة الروح

Wed , 2017/08/23 | 08:13

مركز التضامن للإعلام

كتب الأستاذ نعيم عبد مهلهل ، عن شخصية تحمل الملامح السمراء ، وصاحب قلب طيب وعاطفي في تعامله مع الجميع وأبتسامة مرسومة على وجه البشوش ، ذالك هو الحاج عطا بشير  .

حكاية الخبز والنزاكه

 

مبتدأ المحطة الثالثة في وجوه المرايا الوجه الطيب والأليف في مودته ، هادئ وناعم ومبتسم ، ولصوته إيقاع الفرح في ملازمته لحلمه في الحياة انه يستطيع ان يقرأ في الحصى بحت من يقصدونه ،وأيضا يستطيع ان يطعهم فهو خباز ماهر ولرغيفه طعما خاصا تعرفه جيدا بيوت محلة الجامع. 

الحاج عطا الذي كنت نسيت اسم أبيه ولكني لم انسى ملامحه وهو يطل علينا في مساءات طفولتي عندما كان يأتي كل مساء الى بيت السيد سريح قارئ البحت المشهور وحيث هناك المرحومة والدة طالب لوتي التي يستأنس اليها الحاج عطا بالسوالف وأسرار الطش حيث تمرست هذه المرأة في قراءة الحصى والمحارات والخرز الزرقاء فترميها على طبك من الخوص لتقول من يجلس أمامها ماذا يحدث في الغد. 

كنا صغارا وكان الحاج عطا كبيرا يأتي الى شارعنا ولمشهد مشيته موسيقى هادئة كنا نستأنس اليها، وبمرور الأيام حين كبرنا اصبح الحاج عطا صديقي ، يتحمل مني المزاح وأسمع منه حكاياتها الجميلة عن المدينة وذكريات أيامها القديمة وكان دائم الحضور معنا في محل المرحوم الأستاذ أيوب يوسف في سوق العبايجية .

وفي كل حضور يجلس لأكثر من ساعة نتسامر معه وأكثرنا مزاحا معه الأخ صباح رويح، ومنه كنا نتعلم أسرار العجين وكيف يكون للرغيف طعما في تنانير الشوي وطالما كان يلبي طلبات الأصدقاء بتوفير الخبز.  

حجي عطا بشير وجه ناصري يرسم بهجته بتلك الابتسامة التي تحملها ملامحه السمراء ، وكلما استعيد تلك البراءة الطيبة في وجهه استعيد مساءات المدينة والوجوه الطيبة لأبنائها وهم يرسمون لنا تفاصيل يوم ناصري يمشي على أرصفة الحياة من خلال خطوات نبض قلوبهم ،وكان عطا الخباز الذي كان يخبز في بيته وليس في مخبز خاص به ، يمثل شيئا من عطر تلك المدينة التي شكلت بعض أساطيرها الفطرية والبريئة من خلال طيبة هكذا أناس.

هو من الوجوه التي لا يمكن نسيانها، عندما ترسمه عاطفة القلب الطيب الذي ينسجم مع الجميع رجالا ونساء ، والجميع يطمئن الى وداعته وطيبته وصفاء نيته.

 كل مساء في ذكريات سوق العبايجية يأتي الحاج عطا بدشداشته البيضاء ،يبقى واقفا ولا يقبل الجلوس يمازحنا واحدا واحدا ويستعيد ويصحح لنا ذكريات الوجوه وماكنتها.

 

تعرف على. ...شخصية اجتماعية طيبة الروح

تعرف على. ...شخصية اجتماعية طيبة الروح