صحيفة اوان

مجلة مبرات التضامن التي اصدرت عام 2016

جمعية التضامن على الفيس بوك

شعيرة الاعتكاف في جامع الشيخ عباس الكبير

#

 

الحاج محمد الدجليي.. المثال الرائع للموظف والمؤمن والمثقف

Sun , 2017/08/27 | 03:24


مركز التضامن للاعلام:
شخصية اجتماعية ثقافية لها تأثيرها في المجتمع، عاش قريب من أهل مدينته يمتلك الروح الطيبة والابتسامة المشرقة التي لا تفارق وجهه وقد كتب عن نعيم عبد مهلهل:

للناصرية المدينة وجوه ترسم في آفاق أزمنتها جمال تلك الأرواح التي عاشت على أديمها ، تعمل وتجاهد وتربي الأجيال ، وكل تلك الوجوه هي من تلون مرايا كتاب الناصرية بإيماءاتها وحضورها الساحر .

والحاج محمد محسن الدجليي ، وجه الفته المدينة كواحد من نوافذ الثقافة والتحضر والأيمان والنزاهة الوظيفية ، وسجلت لنا نحن أصدقاء بنائنا دكة بيتهم تواريخ من مساءات جميلة ترسم في صداها وجه ذلك الرجل الورع والطيب وقد تعودنا أن ننتظر يقظته من قيلولة المساء ليطل علينا بتقاسيم وجهه الحادة وهو يحمل لنا إرشاداته ونصائحه وذكرياته عن المدينة وتاريخها الثقافي والإداري والديني.

أبو رياض النمط الرائع للأناقة والتحضر والمكانة الاجتماعية ،وقد شكل بيتهم واجهة مميزة في أيام شارع الحبوبي ولم يزل بفضل من ورثه من أبنائه .

المرحوم الحاج محمد الدجليي واحد من وجوه المدينة الكريمة ، خدم الدولة العراقية موظفا في وزارة النفط لأكثر من خمسين عام وكان مثال للنزاهة والحرص والتواضع . كان مؤمنا وحكيما وأنيقا ، ويمتاز بتوازن علاقته مع أبناء المدينة ، وكان مربياً فاضلاً وعصاميا ويمتلك حضورا جيدا في المنتديات الأدبية لبعض عوائل الناصرية وأيضا كان عضوا اجتماعيا وثقافيا في جمعية التضامن الإسلامي منذ تأسيسها في ستينيات القرن الماضي على يد آية الله محمد باقر الناصري.

الحاج أبو رياض كنا نألف وجهه السمح ونحن نتواجد بشكل يومي في مساءات الذكريات على دكة بيته العامر في شارع الحبوبي، ذلكَ البيت المتميز في مكانه وموقعه وحميمة الذكريات في بزمن الصُحبة والضحكة والمراجعات المدرسية مع أبنائه الطيبين ) سعد ، حسين  رياض ، محسن ، علي ، مهند )، وكنا نتشاور معه في كل ما نحتاجهُ وهو يقف قربنا يرد على تحيات المارة حيث اعتاد ارتداء دشداشته البيضاء، وكم كافح وتألم في الحرب العراقية ــ الإيرانية في محاولته لحماية ولده البكر رياض الذي رفض مطلقا فكرة المشاركة جنديا في الحرب.

كنت أرى حزنه وألمه وكان يستخدم علاقاته الطيبة بكبار الضباط في الجيش في الناصرية وبغداد ليحمي ولده من العقوبة الصارمة لهذا الرفض، عاش الحاج محمد الدجليي كريما وعزيزا وبكبرياء الرجل المؤمن والموظف المتفاني وشكل مع أخوته ومنهم المرحوم جواد الدجليي، والأستاذ هادي الدجليي، وآخر مهندسا كبيرا ومعروفا في العراق وهو حسين الدجليي، وآخر سكن البصرة وهو أستاذ كبير ومعروف في مادة الأحياء، شكلوا عائلة ناصرية تفتخر بالانتماء إلى المدينة ومجدها العريق منذ أن سكنوا هذه الحاضرة الجنوبية الرائعة منذ بدايات القرن العشرين ، الرحمة للحاج محمد الدجليي، ولروحه الطيبة المؤمنة جنائن عرضها السماوات والأرض.

الحاج محمد الدجليي.. المثال الرائع للموظف والمؤمن والمثقف