Thu , 2017/08/31 | 12:35
مركز التضامن للاعلام:
المرأة الطيبة التي سكنت وجدان وعاطفة المدينة كونها العش الرائع لمن يحسن الألفة والعمل والتعايش مع أهلها الطيبين... الست لنده بشارة غصن، فقد كتب عنها نعيم عبد مهلهل بعنوان :
"ملاك الرحمة في ليل الناصرية"
بعضهم ليس ضروريا أن يأتي من رحم مدينة حتى يكون ابنها، فقد تجلب الأقدار طائرا ما إلى واحدة من حدائق الريح وجهات الله ليبني فيها عشه ، ومن أجلها يصنع أحلام حياة جديدة من اجل اللحظة الإنسانية التي انتمى فيها لذلك المكان فيمنحه السكان شرفاء الانتماء ليكون واحدا منهم.
ومن اكتسب هذا الفخر وبجدارة في انتمائها إلى الناصرية اما رحوما وممرضة ملاك رحمة وقابلة مأذونه هي المرحومة الحاجة لنده بشارة غصن، والتي يشخص جامعها اليوم القريب من امتداد حلم الفقراء في شارع عشرين ليسجل مفخرة انتماء هذه السيدة الجليلة هي وذريتها إلى مدينة عاشت معها وجدانيات الحب ودموع الفرح وهي تساهم بإنجاب ألاف من أبناء المدينة ومن شتى شرائح المجتمع.
اقرأ في تاريخ حضور هذه المرأة في عالمنا أنها ولدت في بيروت في منطقة الأشرفية عام 1901 من أبوين مسيحيين، حيث أسلمت بسبب زواجها من السوري محمد خير قطان وأنجبت منه أبنيتين، وتطلقت قبل مجيئها إلى العراق الذي أتت إليه عام 1931 لتكون ضمن الكادر الطبي للملك فيصل عام 1938.
تزوجت من النقيب الموصلي نوري عبد الرحمن الشربتلي ولم تنجب منه ، وانتقلت معه بحكم عمله إلى كركوك ومنها إلى الموصل ومنها إلى ديالى ومنها إلى السماوة ومنها إلى الناصرية حيث راق لها المكوث إذ تطبعت على عادات أهلها وطيبتهم، عندما انتقل زوجها إليها ضابطا بين عامي 1941 ــ 1945، وشعرا بالحاجة الوجدانية والروحية أن تكون هذه المدينة مستقرا لهما بعد أن أحيل على التقاعد حيث يقال أنها تشيعت على مذهب اغلبيه أهل المدينة وتصاهرت مع أبنائها عندما زوجت ابنتيها من عائلتين من عوائل الناصرية الأولى زوجة للمرحوم فؤاد السهل والثانية زوجة للمرحوم الحاج لطيف القماش .
حضور تلك السيدة في حياة المدينة عبر مأذنة الجامع وذكريات أؤلبك الذين خرجوا من عاطفة يديها للحياة يمثل بهجة الحضور للنساء ( الأمهات ) في حياتنا ،وكم كنت أتمنى أن يتحول بيتها في شارع النيل قبل توسعته ليكون معلما شاخصا على دور هذه المرأة لتكون مثالا للاندماج والمعايشة التي سكنت وجدان وعاطفة المدينة في كونها العش الرائع لمن يحسن الألفة والعمل والتعايش مع أهلها الطيبين.
الست لنده بشارة غصن ، هي كما الأم تريزا في حضورها داخل المجتمع الهندي ، وهنا للست حضورها داخل المجتمع الجنوبي ــ السومري ــ الناصري الذي يكن لها كل الاحترام، ليس لأنها أبقت منها صوت الله في آذان جامعها العامر إلى اليوم بل لان هذه المرأة رضت أن تعيش التحولات الصعبة في حياتها ولتنقل منن جمال صباحات بيروت إلى صباح ازرق