مركز التضامن للاعلام:
شخصية حسينية متواضعة وصاحب موكب منذ القدم كان له الذكرى الخالدة في أذهان أهل مدينته الناصرية،
كتب عنه نعيم عبد مهلهل:
المدينة في ذكرياتها تشعر أن أجمل أعراس مودتها بالرغم من أحزانه هي أيام عاشوراء ، ففي طفولتنا تجمعنا دمعة أبي عبد الله الحسين (ع) عند مواسم من اللعب وتوحيد الثوب بلونه الأسود ، واللعب فوق حصران القصب (البارية) التي كانت تفرش في الشارع عند بدء المأتم الحسيني حيث يأتي قراء المنبر من أمكنه شتى ( الشيخ الوائلي والنويني والبحراني وسيد علي العلامة .
 
كانت تلك الأيام توقد لهفتها الحسينية ما بعد الظهيرة وتستمر إلى ما بعد منتصف الليل وأول طقوسها هي المواكب الراجلة التي يمارس فيها اللطم وضرب الزنجيل وفي اليوم العاشر تختمها بضرب القامة، ويتوسط كل موكب راجل رادود حسيني يثير الهمة والعزم والنخوة في المشاركين .
 
في شارعنا كان هناك موكبا للمرحوم ناصر وادي راضي ( 1926 ــ 1983 ) والملقب ناصر تخت نسبة إلى والدته تخت عكال عباس ، لهذا عرف الموكب باسم موكب ناصر تخت الذي كان أمينا في الولاء لتلك الطقوس بان يجعل موكبه واحدا من مظاهر الولاء لقضية يؤمن بها من خلال الوجدان بالرغم من فقره وقلة موارده إلا أن ناصر تخت حرص ليظهر موكبه بشيء من الكبرياء والتفاخر في منافسة مع مواكب المنطقة التي كان أهمها موكب الحاج حميد بكه وكاظم أبو الهيسو والمرحوم الحاج عبد ضيدان الكبجي والمرحوم زاير كريم .
 
عاش ناصر تخت حياة المكافح الفقير والذي سجل اسمه من خلال موكبه في أطياف التواريخ الأسطورية لحياة مدينة انتمى إليها منذ أن كان يملك مقهى صغيره في سوق سيد سعد قبل إنشائه وبجوار عربة الدوردرمه للمرحوم حسين سبع في ساحة الخبازات .ثم تعين حارسا ليلا في مدرسة الزهراء ، ثم ارتحل إلى مدينة الكاظمية حيث اشتغل في تصليح الفوانيس والبريمزات ثم هاجر إلى الشطرة وفيها توفي وكذلك توفي من بعده أبناءه كاظم وعلي.

ناصر تخت الذاكرة التي توقد فينا حنين ذكريات الشارع في دفء روحها ومودتها عندما أتذكره وأتذكر سحر صوته وهو يجلس مع سماره ويطربهم بتلك الأبوذيات الجنوبية التي يتسع فيه شوق الرجل لوجدانياته، ويتوقف عن تلك الهواية عندما يبدأ بتثبيت اللوحات الحسينية والرايات على بيته لتعرف المحلة أن موسم موكب ناصر تخت قد بدا وان حزن عاشوراء قد اقترب من قلب الرجل فيخبر الراد ودين المرحومين كاظم ساجت وملا عواد بأن موسم قطاف النواح والدمعة قد ابتدأ.

مات ناصر تخت بعيدا عن راياته الخضر والسود ونحيب