مركز التضامن للاعلام
السيد طاهر علي الحصونة الياسري،شخصية اجتماعية متواضعة كانت تشكل حضورا كبيرا بين الناس لطيبته وسلوكه الحسن مع اهل مدينته، كتب عنه نعيم عبد مهلهل بعنوان
ذكريات طفولة السيف ومزاح السيد:-
الكتابة عن الوجوه في تباعد الأعمار والأمكنة والانتماء هو تأسيس حقيقي لتأريخ كل مدينة ، وحتى تكتب تأريخ الذين ينتمون الى ذاكرتك عليك ان تتنقل على بيوت الناصرية وتختار من هم اقرب الى الذكريات ،الوجوه التي كانت تمد مودتها مع أبيك وامك وأخوتك فتشير اليها وترسمها في مراياك أنصافا لتواريخ محبتها في روحك .
انها مهمة شاقة ولكنها حتما ستمتلك هاجسها الجميل عندما يضيء الكتاب رفوف مكتبات بيوت المدينة وهو يحمل كل تلك الوجوه الطيبة ومنهم جارنا القديم في المحلة وسيف الطعام وصديق أبي والأنسان الاجتماعي المرح المرحوم السيد طاهر علي الحصونة الياسري 1928 ــ 2004 . والتي تمر هذه الأيام الذكرى الثالثة عشر لرحيلة.
أبو وصفي شخصية اجتماعية وبحضور لافت للنظر وخصوصا في مجتمع الناصرية حيث شجاعته في الكلام واتقاد ما يشعر انه خطأ ،وطالما كنت ازور صديق الطيب ولده الأكبر وصفي عندما ارتحلوا من بيتهم في محلتنا وكان في راس الشارع المقابل لمحل المرحوم مطشر ومجاور لبيت المرحوم جبار عليوي وسكنوا في بيت جديد في شارع بغداد .
وكنت استعيد معه ذكريات لتاريخ المدينة وخصوصا السياسي منه وكان يعي التفاصيل بدقائقها ويحدثنا عن طرائف كانت تحدث للمسؤولين والمتصرفين يكون هو طرف فيها.
عاش في سيف الطعام تجار حبوب ، وكان يخطو مع أبي في كل صباح الى السيف ويعودان سوية ، وللسيد طاهر حضوره ومكانته بين تجار السيف وطالما كان طرفا للصلح في الكثير من المخاصمات التي تحدث بين أصحاب علاوي الحنطة.
أتذكر مرة تشاجر والدي مع مستأجر لعلوته اسمه بهار وأظنه الآن الى رحمة الله ووصل الأمر لأخذ أبي الى الشرطة لتقديم شكوى ،لكن السيد طاهر اعترضنا في الطريق وتكفل بحل القضية ،وهو بالفعل من جلب الحق لابي وجعل المرحوم بهار يدفع ما عليه من إيجارات وكان إيجار العلوة في ذلك الوقت ثلاثة دنانير في الشهر.
كان السيد كريما وطيبا وكثير المزاح ، ومعه كنا نشعر ان الرجل حتى عندما تقدم به العمر وضعف نظره إلا ان ذاكرته بقيت تتوقد بحماس شبابه الذي يحدثنا عنه كثيرا عندما يحاول وصفي او ولده الآخر صديقي أنور لسحبه الى حدائق الذكريات فيصف لنا بذاكرة عجيبة الأحداث بتفاصيلها.
سيد طاهر الحصونة ، كاريزما خاصة للحضور الاجتماعي ، عاش من اجل بيته وتعليم أبناءه وقد نجح في ذلك . ليصبح أبناءه طيبين كأبيهم الذي أتذكره حين يقف في باب بيتهم القديم عندما يبدا مجلسه الحسيني ولا يدخلنا قريبا من المنبر لإحساسه ان أي طفل سيضحك لسبب ما سيجعل باقي الأطفال يضحكون خصوصا عندما يحرك القارئ المرحوم ملة مهدي راسه بحركة دائرية سريعة.............!