كتب الاستاذ نعيم عبد مهلهل ، عن التربوي عبد العالي خيون المفضل ، بانه شخصية مثقفة ،تمتاز بصياغة لغوية في منطقها وإنشائها ومراسلاتها الإدارية ، وإنه مرحا ومتسامحا وطيب القلب  والذي احترف المحبة التربوية

أبو هدى الذي احترف المحبة التربوية

أفرزت التواريخ الحضارية لهذا المكان ( الناصرية ) رعيلا رائعا من الرواد الذين لم تزل شموعهم منيرة ولم تنطفئ ، وهم قامات علت بشموخ محبتها وعلمها وثقافتها ونسبها ، والى الأبد ستبقى هذه الوجوه بعض مناراتنا في تلمس الطرقات لنا وللأجيال القادمة وما بعدها ، انهم أرواح وقلوب طيبة ساهمت في إبقاء الوهج الروحي لتفكير المدينة متميزا بين مدن الوطن كلها ، وفي المجال التربوي يكون المعلم  الراحل ومدير قسم الأشراف التربوي الأستاذ عبد العالي خيون عيسى المفضل الولود في ثلاثينات القرن الماضي والذي رحل عن عالمنا بعد عمر تربوي ومعرفي رائع عام 2004 يمثل علامة مباركة ومضيئة في مسيرة حوالي خمسين عام من التنوير منذ تعينيه معلما في الخمسينات وحتى تقاعده في نهاية التسعينيات ، وخلال هذا الزمن الملون بعطاء الرجل الطيب والمؤمن والهادئ كتب الرجل لسيرته الذاتية تفاصيل ملونة عن حبه لمهنته ومدينته وبيته ،فكان المثال الرائع لنا في منطق الكلام وجمال الخط واستيعابه لكافة الأنظمة التربوية التي تهم الملاكات وخطط التدريس والحياة الدراسية في جميع خصائصها.

ينتمي المرحوم عبد العالي المفضل الى بيت علوي طاهر واغلب أبنائه كانوا وما زالوا خدما للمذهب ومدينتهم ،ومنهم خرجت وجوها مجاهدة وعالمه ومنهم السيد قاسم السيد هجر وولده المجاهد السيد حميد السيد قاسم وأخيه الدكتور  الصيدلي عبد سيد هجر وآخرين  لا يسع المكان إحصائهم من هذه العائلة الكريمة التي عاشت في ضمير المدينة وأهلها بيت معرفة وفكر وسلام.

اشتغلت مع أبي هدى في سنوات كثيرة ، وما يميزه هدوءه وخلقه وحديثه المعرفي الشيق ،وكنا نتعلم منه ،فقد كان لا يبخل بخبرته ورؤاه ليعلم الأجيال الجديدة ولقد تخرج على يديه جيل رائع من المعلمين والمشرفيين التربويين.

أبو هدى الصورة النقية لعصر تربوي من التعليم ،حيث اتصف بالنزاهة والجديدة والتعامل مع الوسط التربوي بأريحية ورزانه وحكمة.

عاش بيننا الأب والمعلم عبد العالي المفضل وكان الجميع يحترم فيه تفانيه وحبه لمهنته ،حتى ان وصل بسيارته الكرونا البيضاء الى جميع مدارس المحافظة الابتدائية ليتفقد سير العملية التربوية فيها.

كان الراحل مثقفا ويمتاز بصياغة لغوية في منطقه وإنشائه ومراسلاته الإدارية ،مرحا ومتسامحا واحتفظ مع زملاءه بقسم الأشراف التربوي بعلاقات امتدت لأكثر من عشرين عام وهو يدير القسم بالرغم من تغير الأنظمة والمدراء العامين.

السيد المفضل رحمه الله ، بنحافته ونظارتيه وبساطة ملامحه كان يشكل لنا نافذة الوصول الى الإجراءات الإدارية الصحيحة.

وحتما ستتذكره صباحات التربية جيدا وهو يطل عليها عبر وجه متسامح وطيب.

لروح السيد والمعلم والمشرف عبد العالي خيون عيسى المفضل بهاء الذكرى وجمال تلك الأيام التي كان فيها حاضرا بيننا.