صحيفة اوان

مجلة مبرات التضامن التي اصدرت عام 2016

جمعية التضامن على الفيس بوك

شعيرة الاعتكاف في جامع الشيخ عباس الكبير

#

 

شاهد. ... شخصية اجتماعية عاشت في مدينة الناصرية

Mon , 2017/09/18 | 08:55

مركز التضامن للإعلام

كتب نعيم  عبد مهلهل ، قائلا، الناصرية ، أريكة الأحلام ، وسادة الطفولة ، وشهرزاد دهشة قصصنا الأولى ، شيء من قدرها أنها أم الجميع وضرعها يصل الى أفواه كل أبنائها حليبا او مظرا او دموعا او ماء فرات ، هي خيمة الجميع ومأوى للتائهين ،وهي العطر الآخر عندما يذبل الورد وتنزوي الحدائق خلف أسوار العمر الذي يمضي والذكريات التي يقترب منها النسيان ، والناصرية هي طفولتنا التي تحمل الدشاديش والأراجيح وعباءات الأمهات ونظرات الصبيان يوم توزع المدارس شهاداتها ونقف فوق سطوح في الانتظار هلال العيد .

محمد حسن عباس ( محسن ) هو الفتى الجميل والطيب وسليل العائلة الحسينية الأصيلة التي سكنت محلة السيف ومارس أبنائها ومنهم والده المرحوم الحاج عباس تجارة القماش ، فكانت حصتهم من محلات القماش في الناصرية ثلاث محلات واحد يجلس فيه الحاج عباس والآخر لوده الكبير كاظم ، والثالث لولده محمد .

عشنا طفولتنا وبداية الصبا والشباب في بيتهم، وكانت غرفة الضيوف في منزلهم العامر بذلك الزقاق مجاور بيت المرحوم حميد كسار هو ملتقى الجميع عندما كان المرحوم لقمان حميد كسار يتزعم عصبتنا ويدير شؤنها الاجتماعية والسياسية ، وفي تلك الغرفة السحرية التي كانت تجمعني ولقمان وعبد الرضا عناد وسهيل ملا نجم وعدنان بستان وكفاح عبد الهادي وحيدر ملا نجم وعلي عبد الله وعقيل إبراهيم مطلك وآخرين نعيش عصور أحلامنا الذهبية وكان محسن هو من يتحمل وعائلته إطعام كل هذه الحشود ويكمل لنا أجور بطاقات الدخول الى السينما.

محمد حسن عباس صديق العمر لا تمر سفرة لي الى العراق إلا وزرته في محل أبيه في القيصرية حيث يديره هو واخيه الطيب سعد وهناك نستعيد تلك الأيام الى الحد الذي تتجمع فيه الدموع بأجفاننا ونحن نستعيد الوجوه والأسماء وهالة الورع التي كانت ترتسم بأيمان وطيبه في وجه جده الحاج خضير. الذي كان يذهب الى الجامع بسيره البطيء والواثق وتتدلى من يده السبحة التي لا ينوي على شيء في حياته إلا من خلال الخيرة وتعداد حباتها .

كان عمه المرحوم حسن والد كريم والذي انتقل للسكن في مدينة كربلاء واحد من اعز أصدقاء والدي ، ولهذا كنت منذ طفولتي نشعر بالمحبة والأمان في ذلك البيت القديم الذي حمل عاطفة الحاجة أم كاظم وكرمها في تهيئة كل وجبات يوم الغذائية ونحن نراجع دروسنا في غرفة الضيوف او نلعب الدومينو او المحيبس او في سجالاتنا الثقافية .

محسن حسن عباس ( محسن ) والذي تخرج من كلية الإدارة والاقتصاد والذي فضل ان يدير محل أبيه والذي اصبح حاجا هو من بعض الوجوه الجميلة لذكريات بقيت وما زالت مستيقظة في أرشيف أحلامنا الجميلة وبسحرها الخاص..

.

 

شاهد. ... شخصية اجتماعية عاشت في مدينة الناصرية