لليلة الرابعة يواصل مجلس العزاء الحسيني الذي تقيمه جمعية التضامن الإسلامي في جامع الشيخ عباس الكبير وسط الناصرية منذ الليلة الأولى من شهر محرم الحرام لهذا العام ١٤٣٩ هجرية.

ارتقى المنبر الخطيب الحسيني الشيخ محمود احمد الذي بدأ محاضرته معرفا بدور المنبر وكيف أن المنبر الحسيني  يكتسب أهمية كبرى لدوره الإعلامي النافذ في خضم التعدد الهائل والتنوع المذهل لأدوات الإعلام وآلياته ووسائله التي تستمد قوتها من المنطلقات التاريخية التي تعني إعادة قراءة التاريخ بشكل فاعل لإسقاطه على الواقع بما ينصرف إلى إنجاز المهمة الإصلاحية التي يضطلع بها.

وأضاف إن البعض يرى أن مهمة تطوير المنبر الحسيني هي مسؤولية الخطباء وحدهم، أو مسؤولية الجهة التي ينتمي إليها هؤلاء الخطباء فقط، معتبره تصور خاطئ فالمسؤولية مسؤولية الجميع،  فالمستمع لمنبر الحسين (عليه السلام) ينبغي أن يتحمل دوره في هذا التطوير، وان لا يكتفي بتوجيه سهام نقدنا للخطباء، بل من الضرورة بمكان أن يتواصل معهم.

وختم الشيخ محمود محاضرته بالتذكير بأهداف ثورة الإمام الحسين (ع) وكيف أن الأمة كانت قد اصيبت بحالة من الركود حتى أنها لم تعد تتحرك لاتخاذ موقف عملي واقعي تجاه الحاكم الظالم، فالجميع يعرف من هو يزيد وبماذا يتصف من رذائل الأخلاق مما تجعله غير لائق أبدا بأن يتزعم الأمة الإسلامية، وفي مثل هذا الظرف وقف الكثيرون حيارى يترددون في قرارهم، فتحرك الإمام الحسين(ع) ليجسد الموقف الرسالي الرافض للظلم و الفساد في حركة قوية واضحة مقرونة بالتضحية والفداء من أجل العقيدة الإسلامية، لتتخذ الامة الموقف ذاته تجاه الظلم والعدوان.