صحيفة اوان

مجلة مبرات التضامن التي اصدرت عام 2016

جمعية التضامن على الفيس بوك

شعيرة الاعتكاف في جامع الشيخ عباس الكبير

#

 

ملا عواد الرفيعي.. صدى الحسين في مواكب شارعنا

Tue , 2017/09/26 | 12:02

مركز التضامن للإعلام

تعدد الطرق والوسائل التي من خلالها يتمكن المؤمن الموالي لأهل البيت -عليهم السلام- تقديم خدمة تصب في انتشار وتعميم قضية الخدمة الحسينية ومحاولة تجذيرها في النفوس وتأصيلها وجعلها متوارثة في العائلة والعشيرة والمدينة ومن ثم تنطلق كتجربة ناجحة للعالم، وكثيرة هي الأسماء الخالدة واللامعة في سماء الخدمة الحسينية من قراء ومنشدين ورواديد وغيرهم من الذين وفقوا لمثل هذه النعمة، ومنهم المرحوم الملا عواد الرفيعي صاحب الصوت الحسيني الشجي، والذي كتب عنه نعيم عبد مهلهل قائلا:

 

عند الرؤيا يقف الحسين ينتظر العون من السماء. والسماء تجيبه :أعطيتك سبعين ناصرا .وهذا يكفي يا أبن علي وفاطمة لأنك منذور للثورة ولزمن من مواكب الحنين إليك تأتي بعد حين ولكن على مدى الأزمان .

 

الحسين يبتسم ويهمس للعلا : شكرا لهذا الكرم ، به سيكون الخلود ثورة والى الأبد. 

 

في عاشوراء ترتدي الناصرية الدشاديش السود ويأتي معمم أسمه ( النويني ) يقرا في موكب الندافين في الناصرية ، ولم أسمع صوتا بحلاوته .وكما نحن الأطفال نعتقد أن صوت النويني استعاره من نحيب الحسين يوم رأى من بقيَّ من أهله وبيته سيكونوا بدونَ ناصرٍ ومعين. معنا كان يقف ذلك الطيب عواد حايف مطر الربيعي (1948 ) ، ليتعلم من صدى الصوت ما يمتلكه حنجرته من حلاوة صوت فيختار بين الغناء وصوت النحيب العاشوري ،فيهمس في سره ،اختار عاشوراء لان الحسين طريق الجنان .

 

 كان اكبر منا ، ويأتي إلى شارعنا ،ويخبرني إن أخي حسن كان صديقه في ساحات كرة القدم ولكنا عرفناه أكثر يوم أعطوه لقب ( ملا ) والذي فرح به عندما أعطاه المرحوم ناصر تخت وحميد بكه والمرحوم الحاج عبد أبو الكبة فرصة مواكبة الموكب وضاربي الزنجبيل الذي يبدأ من بيت الموكب ويمر بالصفاة إلى بيت المرحوم الحاج شرهان ومن ثم يستدير صوب فلكة المرحوم الحاج هادي ويسير في الحبوبي أما يدخل المكب في سوق العبايجية أو يكمل طريقه إلى ساحة الحبوبي قبل أن يقام التمثال فيها ، ليمشي الملا عواد وسط الموكب ما سكا اللاقطة بيده فيما يحمل السماعتين شابين واحدة في مقدمة الموكب والأخرى في نهايته .

 

وهكذا اكتسب الملا عواد شرف أن يكون رادودا حسينيا بصوت تمشي في حلاوته دموع الفقراء وهم يلطمون على صدورهم مع إيقاعات صوت ملا عواد الذي عاش حياته العملية كخياط للعباءات الرجالية وبائعا لها وفي سوق العبايجية حيث كنا في تلك المساءات في تسعينيات القرن الماضي نستعيد منه بهجة تلك الأيام حيث تم إيقاف المواكب ولم يعد الملا عواد يغرد بشذى الصوت مع دمعة الحسين وهو يشاهد أصحابه يسقطون الواحد بعد الآخر.

 

كان المرحوم الملا عواد رياضيا ومحبا وباذلا من أجلها في دعم المواهب وتتذكر الناصرية فريقه الذي أسسه آنذاك ويسمى فريق التأميم وقد تخرجت منه مواهب رياضية رائعة رفدت رياضة كرة القدم والمنتخبات بأسماء كروية منهم كاظم نجم وأمين الجسار وحسون محمد وحسيني وهاب وكريم لفته و السيد جاسم الحصيني  وسعيد صاحب وكريم الحجية وجواد جليل وعلي ميس .

 

وحتما تلامذته الكرويين سيتذكرون تلك الابتسامة الجميلة لفارع الطول ملا عواد ،ذلك الصوت الحسيني الملون بصدى ذكريات الناصرية وعاشوراء.

ملا عواد الرفيعي.. صدى الحسين في مواكب شارعنا