صحيفة اوان

مجلة مبرات التضامن التي اصدرت عام 2016

جمعية التضامن على الفيس بوك

شعيرة الاعتكاف في جامع الشيخ عباس الكبير

#

 

تعرف على... شخصية اجتماعية محبة للشعر والأدب

Sun , 2017/10/08 | 09:05

مركز التضامن للإعلام

ريسان  نايف عاجل المحسن ، شخصية اجتماعية عاشت دورا كبيرا في المجتمع الناصري، كتب عنه نعيم عبد مهلهل بعنوان ، من سوق العبايجية حتى دمعة الرحيل

كان المرحوم الأستاذ غازي صاحب مدرسنا في مادة الرياضيات في الصف الأول المتوسط في ثانوية الناصرية ، وكان يقول لنا :مرات عندما تحتاجون سؤالا لمسألة ما ستجدوني في محل ابن عمي ريسان نايف آل محسن ( 1936 ــ 1982 )في سوق العبايجية حيث يبيع السجاديد والبسط ، بعضنا يضحك ويقول :أستاذ تلك دعاية من اجل ابن عمك لنخبر أهلنا لنشتري ليشتروا منه ؟ فيرد ضاحكا :كلا .هو ليس محتاج لكم .

وبالفعل كنت أرى المرحوم الأستاذ غازي كل مساء في واجهة ذلك المحل الذي عرفه السوق لرجل محب للأدب والشعر وكان له مجلسا أدبيا في كل مساء ، وبشاهدة جيرانه في الرزق أيوب ويعقوب وعلي يوسف جساس انهم تعلموا من المرحوم الحاج ريسان الكثير من مخاطبات اللغة وآداب البيع والشراء ، ولهذا كنت اسمع المرحوم أيوب في كل مرة يقول للذين بقوا من أبناء بعد إعدامه خلال سنة اعتقاله الأولى وكانوا صغارا ونبهين وهم يديرون محل أبيهم :ان هؤلاء الفتية الصغار هم أبنائنا ووديعة جارنا الحاج ريسان لدينا . لهذا كان أبو محمد رحمه الله ينتبه اليهم دائما حين يجادلون زبائنهم حول أسعار بضاعتهم.

عاش أبو عبد السلام محبا للمكان وطبيعته الاجتماعية ،وقد كان ناظما للقصيدة ويمتلك روحا مؤمنة جعلته ينتمي الى ما بقي يؤمن بها الرسالة الجهادية ،حيث تم مراقبة المحل بشكل يومي ، وكتب الرقيب الأمني ان هذا المكان يكاد يكون وكرا للدعاية والعمل الإسلامي الممنهج فكان الأمر باعتقاله .

رحل الحاج ريسان وقد ترك لعالم اليتم أبناء تتسلسل فيهم مفردة الدين عبد السلام وعلاء الدين والذي قتل بطريقة غامضة في الحرب العراقية الإيرانية وصلاح الدين وحسام الدين وسعد الدين ومعز الدين ونصير الدين . ويبدو ان هذه الأسماء التي أخذت إيقاعها النوني الجميل هي من ضمن أجراس التحدي التي أرادها الشهيد لتكون علامة مضيئة في تأريخ أسرته الذين توارثوا عنه فقه الثقافة ومحبة الناس وأكثرهم في صناعة مودة الكلمة كابيه كان صديقي حسام الدين النايف الذي يمتلك اقتدارا شعريا رائعا والذي اختار المنفى السويدي ثم المغربي ليكون حاضنة لأحلامه بعيدا عن وطنه .

امتلك مع هذه العائلة علاقات طيبة منذ ان بدأنا مواسم اللقاء اليومي في مساءات سوق العبايجية ،وكان وقتها سعد الدين صغيرا لكنه كان يصر على ان أعيره او اهديه كتبي ، فلقد ترك أبيهم فيهم وطنية الدين والثقافة وهما اجمل ما يمكن ان يحمله الوريث من الوارث.

ترقد روح المرحوم ريسان نايف عاجل ألمحسن في قبر ذكريات لم يزل صاخبا بألوان الفرش والسجاجيد وأماسي الأدب الجميلة .

لروحه الرحمة.

 

تعرف على... شخصية اجتماعية محبة للشعر والأدب