شخصية عاشت في مدينة الناصرية بطيبة الروح ،كان لها دورا كبيرا في مجال الرياضة على مستوى العراق، هو الملاكم شريف إبن أم سماوي ، كتب عنه نعيم عبد مهلهل بعنوان :- 

   ((غزال الحلبة الناصري))

في زقاق عريض وطويل في شارع الشريف الرضي الذي يربط شارع عشرين بشارع الحبوبي من جهة الصفاة وأمام منزل آية الله الشيخ عباس الناصري تعيش عوائل عريقة انتمت الى الناصرية منذ اول بواكير بنائها وأتذكر منهم بيت المرحوم الحاج رسول النجار والذي اشتراه المرحوم الحاج عبد الرضا حسون الخياط وبيت الحسيني وصاحب الموكب المرحوم الحاج كاظم مخيفي وبيت المرحومين السيد عبيد وبدر العلوجي وبيت المرحوم مطشر وبيت الشاعر طارق حربي وبيت المرحوم المضمد محمد الحصيني وأخر بيت في الطرف الأخير من الزقاق يقع بيت المرحوم هام سماوي ، تلك العائلة التي اتشحت بسمار الطيبة والبساطة واحبهم الزقاق كله حيث ولدها الكبير سماوي الذي كان موظفا خارج المحافظة وابنها خضير الخياط الذي كان لديه محل خياطة في الركن المقابل لعيادة الدكتور غني الطحان ، ثم ولد طيب يعمل خياطا مع أخيه نسيت اسمه ثم صديقنا بطل الملاكمة الدولي شريف الملاكم والذي عشنا معه اجمل الذكريات يوم كان خياطنا المفضل عندما افتتح له محل خياطة ( شيك )مقابل بيت الحاج عوض والحاج شويل في شارع الحبوبي .

شريف شخصية مرحة واجتماعية وقد تطوع في سلك الشرطة كملاكم محترف نال فيه مسابقاتها جوائز قطرية وكان ضخم الجثة وقوي القبضة وعنيد في ساحة الملاكمة ومن إنجازاته حين مثلوا المحافظة في بطولة القطر عام 1977 وكان معه اللاعب وصديق عمر وابن شارعنا الملاكم طالب سيد نعيم المقيم الآن في الدنمارك ويومها جاءنا طالب وشريف ابن سماوي ليبشرونا بفوزهم بالمرتبة الثانية في بطولة القطر وكان حينها المرحوم جبار عبد الأمير مدربا.

شريف هو أيقونة سمراء للمرح والحضور ، وكنا نثق بذائقته وموديلاته ودوما يبتدأ هو بخياطة الموديل الجديد لنفسه أولا واهمها بناطليل الجارلس العريقة ،وكان كريما ،فيوم تم ترتيب نزالا له مع بطل العراق بالملاكمة عبد الأمير سلمان  في مدينة الشطرة في منتصف السبعينات تحمل هو أجور نقل أبناء الشارع من المشجعين من أبناء شارعنا.

أتت فرص كثيرة لشريف الملاكم ليحترف اللعبة في الكويت ودول أخرى لكنه احب الناصرية وظل ملتصقا بها حتى هام بواحدة بيضاء في غرامياته لكن العرف الاجتماعي لم يجعله يحصل على أمنيته.

كلما اسأل عن شريف وأتخيل بساطة وجمالية تلك الأيام ببراءتها وأسال عنه فيقولون انه ذهب ليعيش في البصرة وانه مريض الآن واخبرني الصديق طالب نعيم انه سيزوره في البصرة ليطمئن اليه .

شريف ابن أم سماوي تلك المرأة الدافئة بكل معاني الطيبة والحنان هو من بعض ذكريات المدينة ومنجزاتها الرياضية لهذا أضع وجهه الهادئ والحاد في ضوء مرايا الناصرية حتى يعرف ان المدينة لا تنسى أبنائها الرائعين.