مركز التضامن للإعلام
مقداد حشيش شخصية طيبة الروح ومرحة والابتسامة لاتفارق وجهه ، كتب عنه نعيم عبد مهلهل بعنوان ، كتب عنه نعيم عبد مهلهل بعنوان" ذكريات مزاح الناصرية ودمعتها" :-
يسجل الزمن مع اول ضوء شمس في سماء الناصرية تذكار وجوه تعيش مع الحلم والخبز وأخرى حملت حقائبها وغادرت أما للسماء او الى مدن بعيدة ، وفي الحالتين تلك الوجه أن غابت وأن حضرت فأنها الثوب والمعطف الذي ترتديه الناصرية وقاية من السعال والبرد والنسيان.
هذه المدينة وتلك وجوهها ولن يتغير في العلاقة ما بين الوجه صباحاتها شيء أن تم غسله بقطرة مطر او بضوء شمعة او بدمعة ،فالوجه تصنع للمدن أزليتها ومتى حان موعد استذكارها ان كانت راحلة فأن أضاءه ابتسامة في داخل اللوحة المؤطر بحنين اليه هي تخليد لكل الذكريات التي لم تعد سوى سوالف وألبومات صور وربما العزيز الراحل والمحب لمدينته المرحوم مقداد حشيش يمثل شيئا ساحرا من عطر تلك الذكرى بحضوره ومزاحه ومحبته لمدينته وتواصله مع الناس من خلال الوظيفة او من خلال أمسيات شارع الحبوبي ولياليه التي كانت طريقا لرحيله الى السماء البعيدة بواسطة حادث سير مؤسف وأظن في الليلة التي ابتدأ فيها عام جديد وفي الصباح كان وقع موت أبي عمار الطيب شديدا على مسامع أبناء المدينة اثر يرحل منها في غفلة هذا الشاب المحمر الوجه والمرح والذي يركض الي ليقدم لي أي خدمة حين أجئ الى المحكمة في طلب حاجة او معاملة حيث كان يعمل فيها ويفتح اذرعه وقلبه وابتسامته لجميع أبناء مدينته صغارا وكبارا.
مثل رحيل مقداد حشيش صدمة لنا نحن الذين تعودنا الى ابتسامته ومزاحه وتلك التلقائية العجيبة في براءة تصرفاته ورد فعله ، وقد عاش منذ طفولته مندمجا مع عموم مجتمع محلته وشاره وهو الذي ينتمي الى عائلة عريقة عاشت في الناصرية منذ بواكير تأسيسها ومثل هو واخته التربوية الست كميلة حشيش حضورا اجتماعيا رائعا في التواصل وإشاعة لغة المحبة والتزاور مع جميع أبناء المدينة.
مات مقداد حشيش ، وعلى الست كميلة ان تعتني بإيتام أخوتها الاثنين المرحومة سعاد وقد تركت اصغر أبنائها رضيعا لتربيه خالته وأولاد مقداد حيث أسكنتهم وأمهم معها في ذات البيت.
صورة الوفاء بين الست كميلة ومقداد تطغي على الكثير من صور الوفاء وكانت كانت كميلة بالنسبة لابي عمار الأخت والصديقة وكاتمة أسراره وأحلامه حتى زواجه .
لهذا شكل موته طقوس حزن جعلتها ترتدي السواد طويلا وتخرج مبكرا بعدما كانت مديرة مقتدرة لمدرسة الهدى الابتدائية.
روح مقداد حشيش هي لون وصورة ذلك المرح السومري الجميل الذي ظل يرسم وعلى الدوام الملامح الناعمة لابتسامة رجل خدم مدينته واحبها ليظل هكذا في مقادير الذكريات واحدا من أبناء المدينة الذين خسرناهم في قدر لم يحسب له .
وجه مقدار هو اطار ملون لذكرياتنا وأحلامنا وحضور الروح الطيبة...!