مركز التضامن للإعلام
اختتمت جمعية التضامن الإسلامي في ذي قار مجلسها الحسيني في مسجد وحسينية أهل البيت (ع) بمدينة الناصرية والمقام منذ السابع عشر من شهر محرم الحرام 1439هـ واستمر حتى التاسع منه، أحياه الخطيب الحسيني الدكتور فيصل الكاظمي.
واستهل الشيخ الكاظمي محاضرته بقول الله عز وجل: (الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ(، مبينا "إن القران الكريم كتاب هداية وتربية وكتاب يعمل على أن يرفع من شأن الإنسان المسلم فردا كان أو مجتمعا، ولذلك تجد أن هذا الهدف الكبير من الكتاب الهادي والمهذب والمغير نجده قد وظف عدة أمور ومناهج مختلفة ومواقف متباينة لأجل هذا الهدف الواحد وهو بناء الإنسان وتغييره نحو الأحسن".
وتابع " إن من بين الأمور التي وظفها القران الكريم من اجل أن تعين الهدف الكبير في التربية والإعداد والتغيير نحو الأحسن انه وظف مشاهد من يوم القيامة، هذا الأمر الغيبي الذي نقل لنا القران عنه مشاهد وأحداث وصور وهو في علم الغيب ووضعها أمامنا حتى نكون متهيئين ومستعدين لذلك اليوم من جهة، وحتى نغير من أنماط سلوكنا ومعادلاتنا بما ينسجم مع هذا المشهد من مشاهد يوم القيامة".
وأضاف "إن من بين مشاهد ذلك اليوم هو قوله تعالى (الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ( أي الأصدقاء والأحباء والمتعاطفين والمنسجمون والأخلاء في هذه الدنيا فان القاعدة العامة تقول "الأخلاء بعضهم لبعض عدو" لكن هناك استثناء وهو "إلا المتقين" فالمتقين فقط ، أي تلك الصداقة التي كانت في الدنيا على أساس التقوى ورضا الله تبارك وتعالى والحب فيه، هي الإخوة الوحيدة التي تستمر إلى يوم القيامة وما عداها من صداقات تتحول إلى عداوة في ذلك اليوم، كما يقول المصطفى (إذا كان يوم القيامة انقطعت الأرحام وضلت الأسباب وذهبت الأخوة إلا الأخوة في الله)".
وأشار إلى إن "للصداقة أدبيات سواء كانت واقعية أو افتراضية وللأسف إن البعض يجهل واجبات وحقوق الصداقة، الصداقة هي مشاركة الآراء والمناسبات وتبادل الاحترام والمعاملة بالطيب والإحسان والثقة المتبادلة والنصح والمشورة والاهتمام والأهم حب الصداقة ذاتها وأن لا تكون لغرض ما أو للحصول على شهرة أو لمصالح مادية واستغلال، وإذا لم يكن الصديق على قدر من المسؤولية لهذه الصداقة فالأفضل أن لا يخوض في صداقات وأن يبقى بعيدا عن الناس الأسوياء الذين يقدرون الصداقة ويهتمون بأصدقائهم ويحمونهم من الأذى ويبعدونهم عن الحزن".
واختتم الشيخ الكاظمي محاضرته مستشهدا بواقعة الطف واستلهام دروس الإخاء والصداقة الحقيقية التي حدثت فيها لافتا إلى "أن الإمام الحسين (ع) عبر عن هذا المشهد وجسد الآية المباركة «إنما المؤمنون أخوة» خصوصا في اليوم العاشر من محرم في كربلاء، عندما كان يحتضن جسد أخيه العباس (ع) ويبكي عليه وكان يحتضن جسد وضاح التركي وجون الحبشي ويبكي عليهم، لأن أصحابه كانوا نماذج للإخاء والصداقة المبنية على العقيدة والإيمان ورموزا وكواكب مضيئة في سماء كربلاء".