صحيفة اوان

مجلة مبرات التضامن التي اصدرت عام 2016

جمعية التضامن على الفيس بوك

شعيرة الاعتكاف في جامع الشيخ عباس الكبير

#

 

تعرف على. ... شخصية تربوية فنية عاشت في مدينة الناصرية‎

Thu , 2017/10/12 | 08:20

مركز التضامن للإعلام

منشد مطشر الكناني ، شخصية فنية عاشت في مدينة الناصرية ترسم وتلون أحلام الفقراء، كتب عنه نعيم عبد مهلهل بعنوان ،((صديق اللوحة وأعمارنا)) :-

الرسم بعاطفة القلب تشكل مفهوما روحيا يتصاعد فيه إحساسنا بأن الحياة من دون لون تبدو باهتة ، وإذا اردنا ان نتأمل اللون جيدا علينا ان نضعه داخل أطار ، ومدينة مثل الناصرية طافت فيها تداعيات اللون روحا وغراما وإبداعا ، أنها ظلت منذ أزمنة أور والى اليوم تحاول ان تعبر عن نفسها من خلال اللون والحرف واللحن ، وتلك ثلاثية الوجود في حياة المدن منذ ان فكر عابر او وال او كاهن ان يضع حجر الأساس لها .

الآن وقد رحل احد الذين صنعوا في اللون نبوءة البساطة والموهبة والأحساس استعيد وجهه ببراءته وطيبته واقصد معلم الفنية المرحوم منشد مطشر الكناني الذي تربطني به علاقة قرابة وعشنا طفولتنا معا في المحلة الشرقية وكان فيها المثال الرائع للطفل الخلوق والهادئ والذي انعزل عنا لينمي موهبته الفطرية في الخط والرسم.

منشد الذي عانى في السنوات الأخيرة من على في جسده الذي نحف وصار يسكنه الألم لكنه بقي متواصلا مع موهبته وجمالية خواطر اللون وواظب ليكون معلم فنية ناجح يحظى بسبب موهبته وأخلاقه العالية باحترام جميع زملاءه في المدرسة.

الفنان الهادئ والمعلم الطيب الذي علمه الفقر كيف يكون مبدعا كبيرا هو من بعض جمالية أيامنا التي كنا نقضيها معا حين تنتهي المدرسة ونذهب جميعنا الى ساحات كرة القدم وهو يذهب الى الوانه الخشبية يسجل عليها تفاصيل وجه ومناظر طبيعية يرسمها وينال فيها الجوائز في معارض التربية السنوية.

يوم مات منشد الذي كان يأتي الينا في النشاط المدرسي ليقدم لنا أعماله ويساهم متطوعا بعمل النشرات المدرسية لمادة الخط العربي او الحفر على الخشب وبالرغم انه تخرج من دار المعلمين وليس من معهد الفنون الجميلة إلا انه كان يمتلك مواصفات الفنان الناجح الذي ظل على الدوام يحاول ان يثبت ان ما يسكن قلبه هو حاجته ليكون مبدعا ومحققا لحلمه في جعل أصابعه تنتج شيئا يهم الجمال.

هادئ وصادق مع الأخرين ونفسه ،وعاش كادحا من اجل عائلته ومثل الشرف المهني والاجتماعي لديه قيمة عليا أن يكون مضرب المثل في الخلق والتواضع حتى انه يبتسم بهدوء ويتكلم بهدوء.

لكن هذا الطيب مثل أقدار فقراء الله سكنته العلة لسنوات ،وأخيرا تمكنت منه وربما كان قبل ليلة سكنه الإحساس بدنو الأجل فراح يرسم لوحته الأخيرة بأصابعه المرتعشة النحيلة التي نحلت مع جسده الواهن.

صورة منشد مطشر الكناني هي صورة الذكريات والدرس الرائع لإصرار الانسان ليكون كبيرا وعظيما ومبدعا حتى في شحة المال والخبز.

لروح منشد هذا الفنان الرائع تضع الناصرية مواويل شوقها الى هكذا فنان طيب وعصامي .

مطشر الذي وضع بصمت الضوء واللون في جميع لوحاته الفنية .

 

تعرف على. ... شخصية تربوية فنية عاشت في مدينة الناصرية‎

تعرف على. ... شخصية تربوية فنية عاشت في مدينة الناصرية‎