مركز التضامن للإعلام:
كتب نعيم عبد مهلهل مقالا ، عن المرحوم كاظم سحيب الاسدي ،بعنوان النقليات والناصرية والذكريات ، ووصف المرحوم بالشخصية التي شكلت حضورا وتعاملا مع أبناء الناصرية بالصدق والمحبة وطيبة الروح والمرح ، وذكـر في المقـال :-
يؤرق طيف الحكاية عبر حركة أجفان الزمان فتحدثنا المدن عن أيامها ، قصة الرائي والرؤيا وما كان عبر ذلك الإخلاص ونبض القلب الصادق الذي حملته أرواح وأجساد أبناء الناصرية ، وجوه تعفرت بعطر الولاء الى المكان وأهله فصاروا أقمارا للمرايا كلما اردنا تذكرهم ،وهم يسجلون تلك السيرة المعطرة بالأيمان والكفاح والصبر والطيبة وأظن ان محلة السيف كانت المكان السحري لتنوع الحياة في المدينة حيث كانت القلب التجاري النابض للمدينة حيث الصفاة القريبة وسوق العبايجية والقيصرية والندافيين والصفافير وغيرهم ، وفي تلك المحلة شكل بيت المرحوم كاظم سحيب الاسدي ( 1912 ــ 1982 ) صاحب نقليات الحمل المعروف والذي كان بيتهم قريبا من بيت المرحوم بدر الرياحي وقبل انتقاله امام الإطفاء القديمة وقريبا من بيت المرحوم السيد سعد بنيان ،شكل الرجل بحضوره وتعامله مع المدينة بالصدق والمحبة والعون بعض ملامح هذا الانسان الطيب ذو الروح المرحة والمتحضرة والذي عاش حياته كلها من اجل بيته وتعليم أبنائه بصورة جيدة ،وربما كان ولده جواد الذي غمس طفولته في محبة المدينة وكان اول متعلمي هذا البيت الناصري العريق والذي تعين في مديرية الزراعة بعد ان تخرج من كلية الزراعة وهو اليوم رئيس مهندسين يفتخر انه ينتمي الى أب علمه حب مدينته وخدمة أهلها ،ولم يتهدم فيه إحساس الانتماء بالمدينة حتى عندما تم إعدام ولدهم الجميل علي الذي كنا نعرفه أيام الدراسة قمة في الهدوء والجمال والطيبة والذكاء ، وربما إعدام علي كان علامة الحزن الأبدية في حياة تلك العائلة والتي ودعها معيلها وأبيها في أوائل ثمانيات القرن الماضي ولتفقد الناصرية شيء من سحر خصوصيتها وشهرة المكان الذي كان يضح بصخب الحمالين والتجار وهم يستلمون بضاعتهم القادمة من بغداد عن طريق نقليات المرحوم كاظم سحيب الذي عاش جورة رابعة من أهل مدينة شاركوه الفة المكان والرزق والقريبين منه في طقوس صباح الاسترزاق وتحية وداع التعزلية وأتذكر منهم الحاج المرحوم جاسم محمد الخلف والمرحوم حمودي العضاض والكثير من السواق الرواد وخصوصا سواق اللوريات ومنهم المرحوم احمد حمدان أخ الفنان المعروف المرحوم فتاح حمدان.
رحل المرحوم كاظم سحيب عن سبعين عام قضاها كادحا ،وقد اودع عند ولده جواد واخيه حسين صورة الأب الجميلة التي ظلت مرسومة في أجفان أبناء مدينة الناصرية وهم يتذكرون تلك العائلة الأصيلة التي انتمت الى الناصرية منذ أزل التكوين وشكلت مع العوائل التي سكنت محلة السيف والمحلات الأخرى النسيج الروحي الرائع والذي مثلت عائلة المرحوم كاظم سحيب بعض نسيجها الجميل الذي ظل المرحوم أبي جواد يمثل بعض من عراقته وأصالته وجماله.
المرحوم كاظم سحيب صاحب النقليات في ذكريات الناصرية هو من بعض بهجة المرايا في استذكار الطيبين.