مركز التضامن للإعلام
يمثل كتاب (الوقائع المنسية لمدينة الناصرية) للمؤلف محمد رحيم حسين الجوراني موسوعة مصورة شاملة لتاريخ المدينة وذكرياتها، وجهدا مميزا لكتابة التاريخ العريق لمدينة الناصرية الموغلة في الإبداع والتميز دائما، وقد استغرق هذا الجهد من صاحبه عدة سنوات قام خلالها بجمع كل صغيرة وكبيرة وشاردة وواردة ولم يهمل أي شيء عن شخصيات المدينة وأحداثها وأماكنها وظروفها.
وقد عرضت هذه الموسوعة آلاف الصور التي جسدت جانب من أبناء المدينة الذين سكنوها وتركوها مرغمين، إذ أن النظر لتلك الصور يولد انطباعا فوضويا وهشا عن المغزى النقي للوجود بكل ملابساته، وان تلك الصور بكل ما تفرزه من معاناة أو مسرات آنية قد استنفذت وجودها على ارض هذه المدينة.
وكلمحة مختصرة عن الكتاب على لسان مؤلفه (محمد رحيم حسين الجوراني) الذي يشير إلى انه قام بجمع كل صغيرة وكبيرة وشاردة وواردة ولم يهمل أي شيء ووضعها في هذا الكتاب المنوع، وكل ما يتطلبه هذا البحث التاريخي ليرتشف منه القارئ معلومات صحيحة، ويشير كذلك إلى انه تكبد المشاق في السفر والترحال بين الأقضية والنواحي ومدن العراق حين كان يسمع خبرا ذا فائدة في ذلك المكان، وكذلك قام بقراءة عدة مصادر وكتب تاريخية وأدبية حتى وصل به الترحال إلى بعض البلاد العربية المجاورة للبحث عن رجال هاجروا من بلدته منذ أمد بعيد، وقد التقى مع بعض تلك العوائل.
ولم يعتمد المؤلف في كتابه هذا على مصدر واحد في الخبر الواحد بل انه اعتمد على عدة مصادر لاستخلاص الحقيقة من الصدق والكذب أو التلفيق لكي يتجنب الأخطاء قدر الإمكان, واعتمد في اصل مصادره على كتاب الله (القران الكريم) و (نهج البلاغة) للإمام علي (ع) وكذلك على سيرة الأنبياء، فضلا عن مختلف الكتب الأخرى والتقارير البريطانية القديمة والعثمانية والفارسية.
ويقول الجوراني في خلاصة كتابه "إن الحديث عن منطقة (سومر– بطحاء المنتفك– الناصرية– ذي قار) شيق ومتشعب الجوانب، لأنه امتداد من العصور التاريخية القديمة الممتدة من 2500 سنة قبل الميلاد ليومنا هذا، وهذا الزمن الطويل احتضن العديد من الشواهد والأحداث التي مرت على هذه المنطقة الحيوية من العراق خاصة، وللعالم بأجمعه عامة".
ويضيف " قد تبين لي ولغيري من الباحثين، ومن خلال تحليلنا للعديد من المصادر القديمة، وتفحص كتب التاريخ، إن هناك ملاحظة قيمة مفادها (عدم وجود اتفاق بين الباحثين من الفئات كافة أي الوطنيين والمستشرقين على تحديد الاصول الجغرافية أي الموطن الأصلي للأقوام التي عاشت في بلاد النهرين وما جاورها من المناطق الجغرافية وكذلك الأصل اللغوي لهذه الأقوام غير معروف) فكل ما جاء به الباحثون هو (مجرد افتراض لا يتعدى حدود النظرية)".