الاحتلال العثماني

دخل العراق في ظل الإمبراطورية العثمانية عام 1534، واستمر حكم الأتراك على العراق حتى نشوب الحرب العالمية الأولى، حيث بدأ يتقلص تدريجيا تحت ضغط القوات البريطانية الغازية للمنطقة. 

وقد استمر الحكم التركي حوالي أربعة قرون مستمرة باستثناء (15 سنة بين عامي 1623_1638)، حيث تمكن الإيرانيون من الاستيلاء على بغداد وضمها إلى املاكهم من قبل.

وقد اعتبر العراق من المقاطعات العثمانية النائية، بعد ان انتقل مركز العالم الإسلامي إلى استنبول، حيث كان مقر خليفة المسلمين وكانت الإمبراطورية العثمانية وبضمنها العراق، تدار بواسطة الولاة الذين كانوا يديرون الولايات العثمانية المنتشرة بعد تنصيبهم لها بأمر من الحكومة المركزية في استنبول. 

وبقي العراق على وضعه السيئ في عهد الحكم العثماني، وخاصة المنطقة الجنوبية ((إمارة المنتفك)) والتي هي محور بحثنا وحديثنا وكتابنا الموقر، فقد كان الجهل والفقر والمرض هو المنتشر في هذا العهد، ولم يحصل العراق شيئا من التطور البسيط سوى في عهد الوالي (مدحت باشا)، الذي تولى الولاة في 1869.  حيث له نظرة معمارية وتطور لكل بلد يحل فيه أثناء توليه الولاية فساهم بشكل فعال في حركة التطور والعمارة، ومنها (البناء والسدود والترع ونظام الري والزراعة وجلب المصانع ووساطات النقل وشق الطرق والزوارق البخارية الحديثة لتطوير النقل المائي والبواخر وانواع الأسلحة والاتصالات والهواتف والبرق وسن قوانين الضرائب والتجارة والعقار وتوزيع الأراضي ) وأخيرا أصبح جل انتباهه لبناء حاضرة المنتفك الناصرية بعد إقناعه (لشيوخ آل سعدون ومنصور وناصر ) وكانت غايته بعيدة الأمل هو التخلص من عهد البداوة إلى الاستقرار ومن تسلط (آل سعدون) إلى الاستقرار والمدنية، فساهم مساهمة فعالة في بناء حاضرة الناصرية بطراز رائع بعدما جلب معه المهندس (جولس تيلي). واصبحت الناصرية مركز قطب، وأستقدام العشائر والعوائل والأفراد ، للهجرة اليها، والاستقرار فيها، والذين جاءوا من جميع مدن العراق، والدول المجاورة إليه. 

وهذه من العوامل التي ساعدت على القضاء على مشيخة آل سعدون والتحول من حياة البداوة إلى الحياة المدنية. 

من كتاب (الوقائع المنسية لمدينة الناصرية )

للمؤلف :- محمد رحيم حسين الجوراني