ألقى حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد مهدي الناصري محاضرة دينية في مسجد أهل البيت (ع) بمدينة مونتريال الكندية أكد من  خلالها على ضرورة التدبر في آيات القران الكريم والوقوف على معانيه فهو مفتاح للكثير من العلوم والمعارف التي تهدف إلى خدمة البشرية.

واستهل الشيخ الناصري محاضرته بقوله تعالى )وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون)، موضحا أنها هي دعوة إلى الإنسان إذا أراد النتائج السليمة في كل قضاياه وعلاقاته الاجتماعية و الاقتصادية والفكرية وغيرها وانفتاحه على الآخرين وفي دعوته إلى الله سبحانه وتعالى عليه أن يدخل من الأبواب الطبيعية، وأي دخول من غير ما أذن الله والمنطق والعقل بالتأكيد ستكون النتائج غير مرضية.

وتابع " إن هناك آيات مباركة كثيرة تتحدث عن النظمية ومنها الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) في سورة النور وهي السورة التي تميزت بالحفاظ الشديد على كرامة الأسرة، وقيمة العرض، ودعمت جانب الشرف، وفصلت ما ينبغي أن يلزمه المجتمع كي يحافظ على حرمات الله وحقوق الناس، ورسمت للتقاليد الجنسية والاجتماعية صوراً دقيقة ألزمت المؤمنين بها. كما ورد في بعض الروايات التي أكدت على تعليم الأهل والأبناء هذه السورة المباركة".

وأضاف "إن على الإنسان إن يتدبر في كتاب الله كما قال سبحانه )كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ) بمعنى التأمل في معانيه وتحديق الفكر فيه  وفي مبادئه وعواقبه  ولوازم ذلك فإن تدبر كتاب الله مفتاح للعلوم والمعارف، وبه يستنتج كل خير وتستخرج منه جميع العلوم ، وبه يزداد الإيمان في القلب وترسخ شجرته، وكلما ازداد العبد تأملا فيه ازداد علما وعملا وبصيرة ، لذلك أمر الله بذلك وحث عليه وأخبر أنه هو المقصود بإنزال القرآن" .

ولفت إلى إن مجال التدبر في القران مفتوح كما يقول أمير المؤمنين في بعض الآيات ( ويل لمن لاكها بين لحييه ثم لم يتدبر بها ) وهذا يعني إن هذا المجال مفتوح أمام الجميع، من ناحية الأفكار وليس من ناحية التفسير والاستنباط الذي يكون للمختصين فيه.