صحيفة اوان

مجلة مبرات التضامن التي اصدرت عام 2016

جمعية التضامن على الفيس بوك

شعيرة الاعتكاف في جامع الشيخ عباس الكبير

#

 

تعرف على ... مشروع مدحت باشا في تفويض الأراضي

Sat , 2017/10/28 | 08:11

مركز التضامن للإعلام

لقد ظن مدحت باشا ان مشروع هذا في تفويض الأراضي سيؤدي إلى تغيير جذري في المجتمع العراقي وان العشائر سيتحولون به دفعة واحدة من الوضع القديم البدوي والعشائري إلى الوضع الجديد عصري متمدن حيث سيصحبون مواطنين صالحين يعملون في زيادة ثروة البلاد الزراعية وتنتهي الخلافات والنزاعات المزمنة بينهم ويعم الاستقرار والاستقلال والامن لكل قبيلة في أرضها ومكانها المحدد لها. 
 
ولكن تفسخ الجهاز والاداري اولا والعداء الموجود بين العشائر والحكومة ثانيا حال دون نجاح هذه المشروع. 
 
وان الذي استفاد منه في اول الامر من تطبيق هذا المشروع هو نفر من الأغنياء فزاد غنائهم غنى وبعض رؤساء العشائر الذين كانت لهم صله وثيقة بالحكومة. وكان أكثر استفاد منه (آل سعدون) في المنتفك ولهذا نلاحظ مئات والآلاف الدونمات والأراضي في هذه المدينة هي ملك لفلان عائلة وفلان عائلة وهذه تشمل عشرات العوائل لأن موظفي الأملاك في تلك الفترة يوزعون الأراضي حسب المحسوبية والذي يدفع الرشوة لهم. وكذلك انهم من الفاسدين وينشدون الغنا السريع فالمعروف عن (مدحت باشا) انه حين درس فكرة مشروع تفويض الأراضي استدعى إليه (ناصر باشا السعدون) وأقنعه بفائدته فكان (ناصر) هذا من أشد الناس اندفاعا في تسجيل الأراضي باسمه واخذ يحث قومه والمقربين اليه على الاقتداء به ونصح جميع (عشائر المنتفك والغراف) بان يسجلون الأراضي التي يتصرفون بها بأسمائهم وكان يحذرهم من مغبة اهمالهم للأمر لأنه سيؤدي أخيرا إلى تجريدهم من تلك الاراضي ويصبحون غرباء في بلادهم وانتهى الأمر أخيرا بان صار الكثير من الأراضي في المنتفك مسجلا بأسماء آل سعدون فادى ذلك إلى نشوء النزاع الطويل بين (آل سعدون) والمالكين للأراضي رسميا وكذلك العشائر المتصرفة في هذه الأرض فعليا واعتبر الأمر اغتصاب ارضهم من قبل عائلة آل سعدون. 
 
من كتاب الوقائع المنسية لمدينة الناصرية 
للمؤلف محمد رحيم حسين الجوراني
ص63

تعرف على ... مشروع مدحت باشا في تفويض الأراضي