صحيفة اوان

مجلة مبرات التضامن التي اصدرت عام 2016

جمعية التضامن على الفيس بوك

شعيرة الاعتكاف في جامع الشيخ عباس الكبير

#

 

الناصرية في ذاكرة أهلها

Sun , 2017/10/29 | 08:37

مركز التضامن للإعلام

عند النزوح إلى هذه الحاضرة الجديدة سكنت اطياف من التجانس البشري الذي تمتاز به هذه المدينة دون سواها من مدن العراق بغية السعي في مناكبها والعيش على ارزاقها المشاعة للموجات البشرية القادمة اليها من العرب والكرد والتركمان والقرى واليهود والمسيحيون والمسلمون والصابئة والسنة والشيعة ومن الأقطار العربية المجاورة (اردن سوريا لبنان مصر سعودية كويت)... يا الله أنها (بودقة الإنسانية) بحق، فقد جمعت كل الأطياف والأديان والجنسيات ليس لها مثيل ابدا. .. أخوة متحابين على حب الله. .. وكان الله عز وجل قد انتقاهم وجمعهم لأجل هذه المدينة. مدينة الخليل وان العوائل المحترمة جاءت من أصول بأن نتاجها في هذه المدينة على الحب والوئام وبناء معالم لازالت شامخة تتحدى مظالم الزمن والبشر وتقلباتهم والتي حاولت إن تطمر هذا التراث المتاصل في ذاكرة  اجيالها اللاحقة. 
ليوصموا في هذا العهد وفي هذه الأيام ب(الغرباء) وبقايا العهد العثماني من قبل الدخلاء الجدد لهذه المدينة وممن انتجهتم السنين بعد الثوره (1958م) بهجرة معاكسه قلبت موازين التركيبة الاجتماعية في جميع المجالات. (ولم يركب أحد ظهرك ما لم تكن منحنيا له) 
ورحم الله شاعر الناصرية (قيس لفتة مراد) بقوله...
ولي في الناصرية الف شوق 
قديما وقعه أبدا جديد
فخذني يازمان إلى ربوعي 
فغير الناصرية لا أريد 
 
المعالم الأولى : ولدى الرجوع الى المخطط الأولى لبداية مدينة الناصرية الأولى كان يبعد بمسافات طويلة بحساب ذلك الزمن عن العشائر المحيطة بها الآن إلا أن عشائر (العصوم-الزهيرية-الجوارين) هم على أقرب لها من بقية العشائر المحيطة بها. اي انهم الاوائل من سكان هذه البطحاء. 
قام (ناصر باشا السعدون) ببعض المعالم الحضارية أثناء بناءها في ذلك الحين للدلالة على موقعها...
-بناء جامع فالح باشا 
-بناء مستشفى عام وبلدية حل محله فندق الجنوب الآن. 
-بناء مقر قيادة له حل محله دار المرحوم (الشيخ محمد حسين السيد راضي) حيث كانت هذه المنطقة أرضا زراعية عامره مغروسة بالنخيل. 
-بناء مقر (بجانب مقر القيادة) لقائد حرسه (السيد زيدان النعيمي) الذي سمي باسم (قصر زيدان) وهو مؤلف من غرفتين لاغير يقع بجانب (بيت سيد راضي) بيت (عطية) حاليا 
ومقابل هذا المقر توجد فتحه (ثغرة) تسمى (بوابة سيد زيدان) وهي مدخل لمدينة الناصرية والتسلل من خلالها إذ أنها ثغرة تم عملها في السياج.
السيد زيدان :- كان (السيد زيدان النعيمي ) من (قرية السادة النعميين في بعقوبة) جاء للسكن في (الشطرة) قبل تأسيس الناصرية مع الكثير من العوائل القادمة للسكن في هذه المنطقة البكر ومن الوية العراق مختلفة مثل (عائلة حسين اغا ولد الحاج علوان) حيث أصبح رئيسا(لبلدية الناصرية) فيما بعد وكذلك (بيت الجلبي).
قام (الشيخ ناصر باشا) بجلب (السيد زيدان) من الشطرة وجعله من المقربين لديه وذراعه اليمين وقائدا لحرسه واستتباب الأمن في المدينة وجمع (سيد زيدان) معاونين له.
وهؤلاء المعاونين هم : 
-جلاب الحبشي والد المعلم عباس جلاب وكذلك (جد علي مليحم) صاحب علوة التمر. 
مجيد الطائي عم نجم الطائي 
 
وكان السيد زيدان ومعاونيه يقومون بفرش الحصيرة على الأرض الزراعية في المنطقة المحصورة مابين تمثال الحبوبي وجسر النبي ابراهيم (ع) حاليا وتكون فرش الحصائر مقابل بيت السيد راضي ولمسافة محدودة حسب إعداد الضيوف الموجودة. 
وبعد يقومون بوضع (صواني الطعام المتكون من تمن ولحم) ويطلبون من المسافرين المتواجدين في الناصرية من البدو الرحل والمزارعين والاعراب لتناول الطعام. وبعدها يطلبون منهم الرحيل ومغادرة المدينة قبل الغروب. إذ يحرم على الفلاح المبيت في المدينة أو الاختلاط مع السكان لأن مكان الفلاح هو أرضه وريفة لا غير وله عادات وتقاليد خاصة به تختلف عن عادات وتقاليد المدينة ولكي يكون هو ممول المدينة بجميع أنواع الخضر والفواكه. 
التي هي بحاجة إليها. 
ولهذا منعت الهجرة المعاكسة من الريف إلى المدينة وتم التوازن الاجتماعي بين أهل الريف وسكان المدينة وكل له سكناه وعمله وحياته الاجتماعية 
 
من كتاب الوقائع المنسية لمدينة الناصرية 
للمؤلف محمد رحيم حسين الجوراني 
ص67 ص68

الناصرية في ذاكرة أهلها