مركز التضامن للإعلام
في الناصرية المدينة التي صنعت إيقاعات وجوها من بياض مرايا جباه أبنائها ، سيسجل لها تاريخ المدن أنها تحتفي بأبنائها بطريقة تليق بجمال تلك أرواح التي صنعت خصوصية المدينة بين ألفة العيش والتطبع على أن تكون حياة الناس بسيطة ولكنها تفكر بطريقة تمنح الروح المزيد من إيقاع القلب المبدع ،لهذا هي متفردة من بين مدن العالم إن فقراءها أول من صنعوا الإبداع غناءً ورسما ومسرحا وشهادة ونصوصا أتت في أطياف تميزها من ذلك الحس الذي سكن حناجر الأجداد في تلك البوذية الساحرة والنواح الحسيني المؤثر الذي كان المرحوم أبي عدنان ( الملا هاشم مهلهل) احد سدنة ذلك الصوت الحسيني الدامع الذي تعود عليه نخيل السديناوية القريب من محله الذي حمل صفة العنوان الأزلي حتى في رسائل الجنود البريدية.
أو وشائج العلاقة الروحية والاجتماعية التي جمعت أهالي قرى السديناوية وعشائرها بالمرحوم الطيب ملا هاشم الخالدي الذي جعل دكانه المجاور لجامع الأمام الرضا قرب إعدادية الناصرية محطة للالتقاء والتسوق لأهالي السديناوية وربما اشتهر المكان المقترن باسم الملا هاشم كونه كان مكانا لكراج السديناوية في ستينات وسبعينات القرن الماضي قبل أن يزحف الكراج إلى داخل المدينة ويصبح في مكانه الحالي قرب بينا القريب من الصفاة القديمة لكن المرحوم ملا هاشم ظل في حانوته لا يفارقه وأبقى له مع الجامع صفة خادم المكان الروحي وقارئ مجالسه الحسينية.
دكان ذلك الرجل الطيب كان جزءا من محطة استراحتنا نشرب منه ماء عطشنا يوم نعود أنا وولده الصديق عدنان هاشم الذي زاملني صديق طفولة في ساحات كرة القدم والرحلة المدرسية وأكملنا سوية المرحلة الثانوية في القسم الأدبي وأبقينا على صداقة أعمارنا البعيدة إلى اليوم وكان والده الملا هاشم حنونا عطوفا خلوقا محبوبا بين أواسط بيوت شارع الحبوبي ومحلة الشرقية.
الملا هاشم مهلهل صدى تلك المودة التي جمعت حزن الحسين بدموع الفلاحين من أهالي السديناوية وهو يقيم مجالسه السنوية ويعبر عن ذلك الشوق والأسى الذي يسكن أرواحهم حزنا على رحيل ابي الشهداء.
هو روح طيبة ورجل مؤمن عاش حياته من اجل بيته وقد انتمى الى عائلة عريقة سكنت في المحلة الشرقية كأول البيوت لسجل هو وأخوته تواريخ انتماء حقيقية الى المدينة كان فيها حانوته محطة ارتباط اجتماعي وروحي بين أبناء محلته او أولئك الذين يأتون الى المدينة من ريف السديناوية يبيعون محاصيلهم في الصفاة ولا يشترون حاجاتهم البقالية سوى من الملا هاشم لاعتقادهم ان كل ما يحتويه المكان هو جزء من بركة الملا وروحه الطيبة.
الملا هاشم، ذلك الرجل الطيب الذي كان محله شيئا من ذكريات أيامنا ،تسجل له المرايا شيئا من ذكرى ذلك الوجه الطيب
الكاتب: نعيم عبد مهلهل