يتناول مركز التضامن للإعلام حلقات مختارة لكتاب المختار من بحار الأنوار لمؤلفه آية الله الشيخ محمد باقر الناصري، الذي تضمن بحوثا و فصولا وأحاديثا من كتاب بحار الأنوار للعلامة المجلسي، تم تلخيصها والتعليق عليها من قبل سماحته.

وتحتوي الحلقة الـ45على ((أبواب الموت، وما يلحقه إلى وقت البعث والنشور)) فقد كتب الشيخ الناصري في هذا الموضوع

أبواب الموت، وما يلحقه إلى وقت البعث والنشور

[البحار، ج6 ص116]

أولا: حكمة الموت وحقيقته:

قد جاء في الكتاب العزيز كثير من الآيات خاصة في سورة الملك يقول عز اسمه (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ) (الملك:2) وقد قال الطبرسي في تفسير الآية الشريفة: أي خلق الموت للتعبد بالصبر عليه، والحياة للتعبد بالشكر عليها، أو الموت للاعتبار، والحياة للتزود، وقيل قدم الموت لأنه إلى القهر اقرب، أو لأنه أقدم (ليبلوكم) أي ليعاملكم معاملة المختبر بالأمر والنهي فيجازي كلا بقدر عمله، وقيل (ليبلوكم) أيكم ذكرا للموت وأحسن له استعدادا، وعليه صبرا، وأكثر امتثالا في الحياة ... [البحار، ج6 ص116].

وفي دعوات الراوندي: قال النبي (ص) (لولا ثلاث في ابن ادم ما طأطأ رأسه شيء: المرض، والموت، والفقر، وكلهن فيه وانه لمعهن وثاب).

وفي النحل (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ ۚ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا ...) [البحار، ج6 ص118].

قال الطبرسي (إلى أرذل العمر) إي أدون العمر و أوضعه.. إلى حال الهرم والنقصان في جوارحه وحواسه وعقله..

وعن أبي عبد الله عن أبيه (ع) قال: (إذا بلغ العبد مائة سنة فهي أرذل العمر).