مركز التضامن للإعلام
يتناول مركز التضامن للإعلام حلقات مختارة لكتاب المختار من بحار الأنوار لمؤلفه آية الله الشيخ محمد باقر الناصري، الذي تضمن بحوثا و فصولا وأحاديثا من كتاب بحار الأنوار للعلامة المجلسي، تم تلخيصها والتعليق عليها من قبل سماحته.
وتحتوي الحلقة الـ62 على ((أبواب احتجاجات الرسول محمد(ص) وما احتج به (ص) على المشركين والزنادقة وسائر أهل الأديان)) فقد كتب الشيخ الناصري في هذا الموضوع:
أبواب احتجاجات الرسول محمد(ص) وما احتج به (ص) على المشركين والزنادقة وسائر أهل الأديان
]البحار، ج9 ص255[
قال: الصادق(ع) وقد ذكر عنده الجدال في الدين وان رسول الله(ص) والأئمة (ع) قد نهوا عنه.... فقال(ع): (لم ينه عنه مطلقا ولكنه نهى عن الجدال بغير التي هي أحسن أما تسمعون الله يقول (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) وقوله تعالى (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم ) فالجدال بالتي هي أحسن قد قرنه العلماء بالدين والجدال بغير التي هي أحسن محرم حرمه الله على شيعتنا وكيف يحرم الله الجدال جملة وهو يقول (وَقَالُوا لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ).
قال الله تعالى (تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ۗ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) فجعل علم الصدق الآتيان بالبرهان، وهل يؤتى بالبرهان إلا في الجدال بالتي هي أحسن؟ قيل بابن رسول الله فما الجدال بالتي هي أحسن، والتي ليست بأحسن؟ قال: (أما الجدال الذي بغير التي هي أحسن فان تجادل مبطلا فيورد عليك باطلا، فلا ترده بحجة قد نصبها الله، ولكن تجحد قوله أو تجحد حقا يريد ذلك المبطل أن يعين بها باطله، فتجحد ذلك الحق مخافة أن يكون له عليك فيه حجة لأنك لا تدري كيف المخلص منه فذلك حرام على شيعتنا أن يصيروا فتنة على ضعفاء إخوانهم وعلى المبطلين..) إلى آخر بحث وجدال مع عدد من أهل الأديان ومشركة العرب مع رسول الله (ص) وانتهى بإسلام الكثير منهم. ]البحار، ج9 ص265-280[.
وفي حوار آخر رواه العسكري عن آبائه عن على (ع) عن جابر عن بقية آبائهم (ع) عن رسول الله(ص) إلى جدال ومسائل من اليهود وغيرهم لرسول الله(ص). ]البحار، ج9 ص283-306[.
وعن ابن عباس قال: لما بعث محمد(ص) أن يدعوا الخلق إلى شهادة أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له فأسرع الناس إلى الإجابة وانذر النبي(ص) الخلق فأمر جبرئيل(ع) أن يكتب إلى أهل الكتاب يعني اليهود والنصارى – ويكتب كتابا وأملى جبرئيل(ع) على النبي(ص) كتابه وكان كاتبه يومئذ سعد بن أبي وقاص، فكتب إلى يهود خيبر: (بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد بن عبد الله الأمي رسول الله إلى يهود خيبر أما بعد فان الأرض له يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ثم وجه الكتاب إلى يهود خيبر فلما وصل الكتاب إليهم حملوه واتوا به رئيسا لهم يقال له عبد الله بن سلام: وان هذا كتاب محمد ألينا فاقرأ علينا فقرأه وجرى نقاش طويل بين النبي(ص) وبين اليهود ومن وقف معهم..) ]البحار، ج9 ص335-344[.
وبذلك نكون قد قرأنا الجزء التاسع إلى آخره وما فيه من النقاشات الموسعة وأكثرها بين اليهود والنصارى وبعض المشركين وبين رسول الله (ص).