صحيفة اوان

مجلة مبرات التضامن التي اصدرت عام 2016

جمعية التضامن على الفيس بوك

شعيرة الاعتكاف في جامع الشيخ عباس الكبير

#

 

اطلع على. ... التعليم في عهد الاحتلال البريطاني في مدينة الناصرية‎

Tue , 2018/05/15 | 08:10

مركز التضامن للإعلام

التعليم في عهد الاحتلال البريطاني 
 
كان التعليم في العراق أكثر تخلفا من سوريا (لتأثرها بنشاط الجمعيات التبشيرية أكثر من العراق).
وقد كان التعليم في العراق يتم في (الكتاب والملالي - والجوامع والمساجد) ، كانت المدارس قليلة في الجنوب وغيرها كانت اللغة التركية هي اللغة الرسمية فيها واللغة العربية تعتبر ثانوية، والعاملون فيها ليست لديهم ثقافة وفابلية والقدرة المناسبة لإدارة المدارس إضافة إلى قذارة ابنيتها وفقدان الجوانب الصحية وسوء بنايتها. 
استمرت السلطات البريطانية على مساعدة (الكتاتيب) إلى جانب جعلها للعربية لغة التعليم في المدارس كلها إلى جانب (اللغة الانكليزية) بعد تحديد بتواجد معلم واحد على الأقل يجيد اللغة الانكليزية، كما لم تباشر بفتح الثانويات والمعاهد الجديدة الأ بعد توفر الظروف المناسبة. 
أما الأقلية (المسيحية في البصرة) وهم من (الكاثوليك الشرقيين) فكانوا يعتمدون في تعليمهم على (الآباء الكرملين والكنيسة الكلدانية) وهاتان المدرستان كانتا تحصلان على المنح منا مقابل خضوعها للتفتيش البريطاني. 
وبرحيل الأتراك تعرضت المدارس الى النهب والسلب، ثم باشرت السلطات البريطانية بفتح المدارس تدريجيا بعد الاستعانة ببعض السوريين وغيرهم لهذا الأمر ولاسيما في المدارس الثانوية، لأن الأتراك تركوها أثناء الفتح. 
ولهذا لم تهتم الإدارة البريطانية بمسألة التعليم في عموم العراق، لأنها تعتبر مثل هذه القضية من الأمور الثانوية هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى لانها مهتمة إلى توفير حاجات القوات المسلحة والعمل على حفظ الأمن والنظام، وكذلك ان من أخلاقيات الدول المستعمرة لم تسمح بتطوير الدول المحتلة لا اقتصاديا ولا علميا فكيف لها أن تسمح بتنوير عقول الشباب وسكان الدول المغلوب على أمرها، لأنها تعتبر هذه الدول مجرد بقرة حلوب تأخذ منها ماتريد ولاتعطيها إلا النزر اليسير، ولكن الأقليات المسيحية واليهودية تمتلك مدارس خاصه بها، ولهذا فقد استجابت للطلبات المتقدمة لها من قبل أبناء الناصرية بضرورة إعادة فتح المدارس وقد حاولت الإدارة البريطانية استغلال بعض مدارس العهد العثماني ، وفي أوائل آذار 1917م قرر (الدكتور فانيس) وهو مؤسس (المدرسة الأمريكية في البصرة)، وقد قدم الى البصرة عام 1903م وكان عضوا في الارسالية (التبشيرية البرسترية الأمريكية)، والتي كان يرأسها (القس الدكتور بينيت) فتح مدرسة ابتدائية في مدينة الناصرية، وتم تعيين (دكتور علي حسين) الذي جاء نقلا من (مدرسة ابي الخصيب) ، وقد شغل عدة مناصب عالية في (وزارة الصحة) وكان آخرها (منصب المدير العام)، وكان كادر المدرسة بالأضافة إلى (المدير الدكتور علي حسين) يتكون من خمسة معلمين ، أثنان منهم للتعليم الديني، وفد بلغ عدد الطلاب (48طالبا) وفي عام 1918م ارتفع عدد طلاب هذه المدرسة إلى (126طالبا) بين (كانون الثاني ونيسان) وقد بلغت نفقات المدرسة بعد مرور تسعة أشهر من افتتاحها (3700روبية)في حين بلغت واردات المدرسة حوالي (19 روبية) وهو الإيجار السنوي لبناية المدرسة. 
ومن المعلوم ان في سنة 1918 تأسست (مديرية التعليم في بغداد) حيث اطلع البريطانيون عليه (نظارة المعارف العمومية) ، وحسب المصطلحات الإدارية في مصر ويعني (وزارة المعارف)، وكانت مديرية التعليم في بغداد هذه تحت رعاية وإدارة (الميجر بومان)  و (بومان) هذا قد وصل إلى بغداد في (22/اب/1918) ورقي إلى درجة (ميجر ) في العراق، وعندما تولى مسؤولية إدارة المعارف اطلق عليه (ناظر المعارف) ، وقد استقلت عن (نظارة المالية) حيث أخرج بدائرته من (السراي في بغداد) واستاجر لها بناية خاصة بها تسمى (بيت دله) في (شارع النهر مقابل بيت لنج) ، أن (الميجر بومان- ناظر المعارف) قد زار الناصرية في كانون الأول 1918م وقام بجولة إلى مدارس اللواء، وقد أعرب عن ارتياحه لسير عملية التدريس في مدرسة الناصرية الابتدائية (مدرسة المنتفك قديما) .
اما في (سوق الشيوخ) فقد شهدت افتتاح مدرسة ابتدائية في نهاية عام 1917م، وقد بلغ عدد التلاميذ فيها (56طالب) خلال الستة أشهر الأولى وتنفيذا للتعليمات الصادرة من مديرية التربية بجعل المناهج
الدينية جزء من التعليم الابتدائي تم تعيين السادة
(عبد الجبار والشيخ نوري - رجل دين ) في سوق الشيوخ معلمين فيها وقد حظيت المدرسة بشعبية واسعة من أبناء المدينة بعد أن كان الحذر منها، وتطورت المدارس بعد إدخال الألعاب الرياضية وخاصة لعبة كرة القدم والعاب بدنية سويدية والسلة والطائرة والنشاط الكشفي والسفرات الترفيهية. 
وقد حاول الشيوخ إدخال أولادهم في هذه المدارس بعد الاطمئنان منها مثل (الشيخ فرهود المغشغش) الذي أخذ مسكنا له في سوق الشيوخ من أجل إدخال أولاده في مدارس السوق. 
في الشطرة توجد مدرستان ازدحمت بعدد الطلاب، حيث وصل عددهم إلى (50-60طالبا)، لأن بناياتهم ضيقة ويشرف على تعليمهم أحد رجال الدين في المدينة ويدعى (ملة نعمة) وقد أخذت أحد المدارس إحدى المحال التجارية(دكان) لتكون لها موقعا لتعليم أكثر من (60طالب) ويشرف عليهم (مله والي ) حيث خصص راتب شهري إلى (مله نعمة) اما (مله والي) فقد تم إعطاءه مساعدة مالية. 
 
من كتاب الوقائع المنسية لمدينة الناصرية 
للمؤلف محمد رحيم حسين الجوراني 
ص 330 ص331 
 
 
 

اطلع على. ... التعليم في عهد الاحتلال البريطاني في مدينة الناصرية‎

اطلع على. ... التعليم في عهد الاحتلال البريطاني في مدينة الناصرية‎

اطلع على. ... التعليم في عهد الاحتلال البريطاني في مدينة الناصرية‎