يتناول مركز التضامن للإعلام حلقات مختارة لكتاب المختار من بحار الأنوار لمؤلفه آية الله الشيخ محمد باقر الناصري، الذي تضمن بحوثا و فصولا وأحاديثا من كتاب بحار الأنوار للعلامة المجلسي، تم تلخيصها والتعليق عليها من قبل سماحته.

وتحتوي الحلقة الـ88على ((باب وفاة سليمان (ع) وما كان بعده)) فقد كتب الشيخ الناصري في هذا الموضوع:

باب وفاة سليمان (ع) وما كان بعده

[البحار، ج14 ص135]

فقد جاء في سورة البقرة: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ)102.
كما جاء في سورة سبأ: (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ)14.

قال الطبرسي: (وَاتَّبَعُوا) أي اليهود الذين كانوا على عهد النبي محمد (ص) أو على عهد سليمان(ع) أو الأعم منهم.

وعن أبي جعفر(ع) قال: (أمر سليمان بن داود(ع) الجن فصنعوا له قبة قوارير، فبينما هو متكئ على عصاه في القبة ينظر إلى الجن كيف يعملون، وهم ينظرون إليه، إذ حانت منه التفاتة، فإذا رجل معه في القبة، قال: من أنت؟ قال: أنا الذي لا اقبل الرشاء، ولا أهاب الملوك، أنا ملك الموت، فقبضه وهو قائم متكئ على عصاه في القبة، والجن ينظرون إليه، قال: فمكثوا سنة وهم يدأبون له حتى بعث الله عز وجل الأرضة فأكلت منساته وهي العصا فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين). [البحار، ج14 ص137].

وفي حديث العجمي عن الصادق عن آبائه(ع) قال: قال رسول الله (ص): (عاش سليمان بن داود سبعمائة سنة واثنتي عشرة سنة). [البحار، ج14 ص140].

وقيل: إن إماتته قائما، وبقائه كذلك أغراضا منها: إتمام البناء، ومنها: أن يعلم الإنس أن الجن لا يعلم الغيب، وأنهم ادعاء ذلك كاذبون، ومنها: أن يعلم إن من حضر اجله فلا يتأخر إذا لم يتأخر سليمان (ع) مع جلالته.

وروي انه أطلعه الله سبحانه وتعالى على حضور وفاته فاغتسل وتحنط وتكفن والجن في عملهم.

وعن أبي عبد الله(ع) قال: (كان اصف يدبر أمره حتى دبت الأرضة ...) [البحار، ج14 ص142].