يتواصل لليوم الثالث على التوالي المجلس الحسيني التأبيني الذي تقيمه حسينية الشيخ عباس الخويبراوي(قدس) في الناصرية احياءا لذكرى عاشوراء التضحية والإيثار والذي يستمر حتى ليلة الـ25 من محرم.

وقد استهل المجلس التأبيني الذي عقد مساء أمس الثلاثاء وحضره مراسل مركز التضامن للإعلام، بآيات معطرة من الذكر الحكيم أعقبها قصيدة لشاعر أهل البيت(ع) سعد الصالحي صور فيها الجوانب المؤثرة في واقعة كربلاء وما جرى في فيها من مآسي على أهل بيت النبوة(ع).

وفي الفقرة الثالثة من المجلس جاءت كلمة التدريسي عن جامعة ذي قار الدكتور حميد قاسم هجر الذي أشار فيها إلى ان أكثر الوقائع والأحداث التاريخية تحقيقا وبحثا هي واقعة الطف التي لم يختصر تحليلها على فئة أو مذهب بل تناولها الجميع كونها واقعة إنسانية صرفة أي ان العامل الإنساني يشترك في كثير من أحداثها.

وأضاف ان استذكار تلك الأحداث والوقائع الغاية منها أخذ منها العبر والدروس والأفكار، ومنها ثورة الإمام الحسين (ع) التي تعد منارا مشعا مازال يبعث بأضوائه إلى عامة العصور ليقوم ما اعوج من السلوك الذي أراد له الرسول (ص) ان تسير عليه الامة، وكذلك يعري ويفضح حالة التزوير والتحريف والانحطاط والاختلاف التي ظهرت وبانت بعد غياب النبي(ص).

وبين ان الإمام(ع) كان لديه رؤية واضحة جدا، وتشخيص دقيق لحال الأمة الإسلامية، وما منيت به من انحراف عن الحق، وحياد عن الصراط المستقيم وميل عن الجادة السوية، وتفسخ من القيم الفاضلة والأخلاق الكريمة، وانغماس في الباطل.

ولفت إلى ان كل النهضات والثورات التي يقوم بها الأشخاص كجماعات أو أفراد لابد وان يكون لها أهداف وغايات، ومنها حركة الحسين (ع) التي كانت ذات مغزى وذات هدف، حيث اشتملت على أهداف معلنة كما أشار لها (ع) (ني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً إنما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي)، وأخرى غير معلنة يذكرها المؤرخون ربما كانت الداعي لخروج الإمام منها تركه للبيعة، و مكاتبة أهل العراق له.

وختم هجر بالإشارة إلى ان الحسين(ع) ليس بحاجة إلى ندبنا وبكاءنا بقدر ما نحن الذين بحاجة لان نتربى من خلال عاشوراء، ونعيش كل أيامنا على قيم ونزاهة وعدل وأخلاق ووجدان الحسين(ع) لينعكس ذلك في سلوكنا وتعاملاتنا.

و كانت فقرة ختام المجلس التأبيني قراءة مصيبة سيد الشهداء الإمام الحسين -عليه السلام- ، على لسان الخطيب الحسيني الشيخ خالد الإبراهيمي