يتناول مركز التضامن للإعلام حلقات مختارة لكتاب المختار من بحار الأنوار لمؤلفه آية الله الشيخ محمد باقر الناصري، الذي تضمن بحوثا و فصولا وأحاديثا من كتاب بحار الأنوار للعلامة المجلسي، تم تلخيصها والتعليق عليها من قبل سماحته.

وتحتوي الحلقة الـ119على باب ((في بعض أحوال الرسول وهل بيته الكرام (صلوات الله عليهم)))) فقد كتب الشيخ الناصري في هذا الموضوع:

في بعض أحوال الرسول وهل بيته الكرام (صلوات الله عليهم)

قال الشيخ المفيد (قدس سره) في كتاب المقالات: ان رسل الله تعالى من البشر وأنبيائه والأئمة من خلفائه(ع) محدثون مصنوعون، تلحقهم الآلام وتحدث لهم اللذات وتنمي أجسادهم بالتغذية، وتنقص على مرور الزمان، ويحل بهم الموت ويجوز عليهم الفناء وعلى هذا القول إجماع أهل التوحيد.

وقد خالفنا فيه المنتمون إلى التفويض وطبقات الغلات فأما أحوالهم بعد الوفاة فأنهم ينقلون من تحت التراب فيسكنون بأجسامهم وأرواحهم جنة الله تعالى، فيكونون فيها أحياء يتنعمون إلى يوم الممات (الحساب) ويستبشرون بمن يلحق بهم من صالحي اممهم وشيعتهم، ويلقونه بالكرامات وينتظرون من يرد عليهم من أمثال السابقين في الديانات. وان رسول الله(ص) والأئمة من عترته(ع) خاصة لا تخفى عليهم من بعد الوفاة أحوال شيعتهم في دار الدنيا بإعلام من الله تعالى لهم ذلك حالا بعد حال. ويسمعون كلام المناجي لهم في مشاهدهم المكرمة العظام.. وتبلغهم المناجاة من بعد كما جاءت به الروايات وهذا مذهب فقهاء الإمامية كافة وحملة الآثار منهم..

وقد قال تعالى (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ، فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) آل عمران 170،171.

وقال تعالى في قصة مؤمن آل فرعون (قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُون، بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ) يس27-28. وروي عن رسول الله (ص) انه قال: (من سلم علي عند قبري سمعته، ومن سلم علي من بعيد بلغته). سلام الله عليه واله ورحمة الله وبركاته