من ضمن ما كتبه آية الله الشيخ محمد باقر الناصري عن شخصية الرسول الأكرم محمد بن عبد الله(ص) في كتابه دراسات في التاريخ الإسلامي موضوعا جاء بعنوان صفحات من حياة النبي (ص( حيث قال الشيخ الناصري:

ان التاريخ قد سجل لنا صورة ناصعة في كافة ميادين الحياة تجلى فيها نبوغ محمد ابن عبد الله قبل ان يبعث بالرسالة أي خلال مراحل عمره الشريف بين الطفولة وحتى الأربعين عاما التي أعقبها نزول الوحي, هذه الصورة الجليلة والنيرة لفتت إليه أنظار الخاص والعام, وتوسم فيها المتوسمون مستقبلا لا يشبه مستقبل فتيان قريش وقد اشتهر بمواقف وكرامات أرغمت حتى خصومه على الاعتراف بها.

عقل راجح, فكر نير, بعد عن نزق الشباب، وانحرافاته، لسان صادق, قلب كبير, عزوف عن الخرافات والبدع, تبتل لله الواحد الأحد لم يسجد لصنم، ولم يمثل أمام أيقونة، لم يتأثر بساحر وكاهن.

وان قال صدق, وإذا وعد وفى, وإذا ائتمن حفظ وأدى, وإذا ائتمن حفظ وأدى، وإذا استرحم رحم وأعطى, وإذا استغضب لم يخرجه الغضب عن الحق والعدل، لم يهنه الفقر ولم يبطره الغنى ولم يستعل أو يتكبر لعظيم النسب والجاه، لم تدنسه الجاهلية بانجاسها، ولم تلبسه من مدلهمات ثيابها.

كل هذه الصفات وغيرها كانت واضحة في سلوك النبي محمد ص تؤكدها الأحداث في حياته يوما بعد يوم وتدعمها الوقائع والقصص حينا بعد حين , لتؤكد أنها ليست من محمد (ص) تصنعا ولا محاكاة.

وعن أهم ألقابه (ص) التي اشتهر بها ذكر الشيخ الناصري انه اشتهر بلقب الصادق الأمين، وقد لقب بهذا لشدة ما عرف به من الصدق في القول والعمل, والصدق من اجل الصفات الحميدة، وقد عرف بها النبي(ص) منذ صباه واشتهرت عنه قبل ان يبعث بالرسالة.