يتناول مركز التضامن للإعلام حلقات مختارة لكتاب المختار من بحار الأنوار لمؤلفه آية الله الشيخ محمد باقر الناصري، الذي تضمن بحوثا و فصولا وأحاديثا من كتاب بحار الأنوار للعلامة المجلسي، تم تلخيصها والتعليق عليها من قبل سماحته.

وتحتوي الحلقة الـ133على باب ((في التداوي بالمحرمات والنجسات...)) فقد كتب الشيخ الناصري في هذا الموضوع:

باب في التداوي بالمحرمات والنجسات...

جاء في سورة البقرة: (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ ) (البقرة: 173).

قوله (فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (المائدة: 3).

قوله (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (الأنعام: 145).

قوله (قَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ ۗ ) (الأنعام: 119).

قوله (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (النحل: 115).

تدل هذه الآيات على جواز الأكل والشرب من المحرم عند الضرورة إذا لم يكن باغيا أو عاديا.

وقال العلماء: أما التداوي بالخمر أو بشيء من المسكرات أو المحرمات فلا يجوز، وإنما يحل تناول الخمر لطلب السلامة في صورة دفع الهلاك، ولا يجوز لطلب الصحة في دفع الأمراض.

وعن أبي بصير عن أبي عبد الله(ع) قال: (المضطر لا يشرب الخمر فإنها لا تزيده إلا شرا ولأنه ان شربها قتلته، فلا تشرب منها قطرة).

وعن شيخ من أصحابنا عن أبي عبد الله(ع) قل: كنا عنده فسأله شيخ فقال: ان بي وجعا، وإنما اشرب له النبيذ، ووصفه له الشيخ. فقال (ما يمنعك من العسل، قال الله (فيه شفاء للناس)).

قال: لا أجده، قال: ( فما يمنعك عن اللبن الذي نبت منه لحمك واشتد عظمك؟) قال: لا يوافقني، قال أبو عبد الله(ع): ( لتريد ان أمرك بشرب الخمر؟ لا والله ولا أمرك). تفسير العياشي ج2 ص264.