مركز التضامن للإعلام
إعداد : الشيخ محمد الشيخ (و) محــمد النــاصــري
قائد عمليات الأهــوار:
المجاهد (جبار جعيول ) أبو جاسم العبادي،قائد عمليات الأهوار، كان موظفا في المــوارد المائيــة وألتحق في بداية الثمانينات من القرن الماضي ، بعمل الداخل ،وله علاقات واسعة مع الجميــع ، ويقـع بيتـه بمحاذاة الأهــوار في ناحية الطـار التابعة لمحافظة ذي قار ، وهو من قبيلة عبادة الواقعة في قلب الأهــوار وبعد اكتشاف أمره أضطر الى النزول للأهــوار مع المجاهدين .
وأصبح جزء مهما في تاسيس العمل فأمتاز أبو جاسم العبادي ، بعلاقاته الطيبة بالعشائر والقرى ومعرفته بهم ، حيث كان الجميع يعتبره الاخ الاكبر بل البعض يعتبره بمقام الأب ، بسبب تعامله الأبوي والاخوي المنقطع النظير ، ولايفرق بين مجاهد وآخـر .
السلوك مع المجاهدين:
كان يتصاغر أمام أصغر مجاهد ، ويخجل من مجاهدي الداخل المتواجدين في الأهــوار ، ويتألم عليهم ، ويقول (نحن أبناء هذه المناطق ونعرف كيف نتعايش مع تلك الظروف ) ولكن هؤلاء المساكين يواجهون صعوبة في الحياة والتأقلم معها ، وخصوص في أيام الحــر الشديد ، عندما تاتي أيام هجــوم الحشرات (البق ، الحاس، الذباب، الازيرج.النغمش) ، اوحيتان الأهــوار الغريبــة
وان أغلب مجاهدي الداخل كانوا مترفين بالعيش ويسكنون الدور الفارهــة ، ويشعر بالحـزن عليهم و كلما شاهد أحد مجاهدي الداخل يردد على لسانه (الله ينتقم منك صدام ما ذنب هولاء مطاردين)
أستشهاده:
أثناء احدى العمليات الجهادية ، أستشهد أبو جاسم العبادي برصاصة غدر من احد المجرمين البعثيين مع مجموعة كانت معه وعند سماع خبر استشهاد ، جاء المقبور عدي أبن صدام الى الناصرية ليحتفل باستشهاده في بهو الأدارة المحلية حاليا ، لكــونه أقض مضاجعهم ببطولاته التي شهد لها البعيد قبل القريب .
وأنهى حياته الدنيوية بالزهد والايمان وأنتقل الى ربه وهو لا يملك حتى الدشداشة التي يلبسها ، حيث منحها له احد المجاهدين ( المجاهد القائد ابو صادق المياحي ) وهو يردد قائلا ،اللهم ارزقني الشهادة لكي اخرج من هذه الدنيا لا أملك فيها شيء و لا املك غير السروال
و اخاف ان يطول حسابي عليه فهو الشيء الوحيد الذي يسترني و هو من حر مالي و لا أظنك يا ربي تحشرني عرياناً كم كنت زاهدا.
ويذكر الشيخ محمد الشيخ ،أن الشهيد ابو جاسم يطلق كلمة يا خال عليه وينادي كل المجاهدين باسمائهم او ألقابهم الا هو كان يقول لي يا خال ولايعلم سر ذلك يتابع الشيخ محمد حديثه، كنت احبه كثيرا و هو يبادلني هذا الحب حتى اني اخجل منه فهو كبير بالسن و لكنه كان اشدنا و أنشطنا و اسرعنا بكل شيء .
و كان كثيرا ما يقول اني عجوز (شايب) و اسرع منكم و كنا نخجل من هذا السلوك الصادر منه ، كان كثيرا ما يستعين بالاستخارة بكل أعماله التي يقوم بها و يدعو الله ان يرزقه الشهادة و رزق الشهادة.
شهادة الفخر شهادة العزة بنى لنفسه تاريخ و لعائلته وسام تفتخر به على مدى الأجيال برغم ان عائلته مرة بويلات في ايّام حياته و بعد شهادته منهم من هرب و سكن الحلة (بابل) و منهم من بقي تحت مطرقة النظام العفلقي و عائلته بين أمرين و لكنهم يفتخرون بهذا الانسان الغيور المجاهد المؤمن رحمك الله ابا جاسم و رحم الله كل الشهداء
رسالة من أخيه :
نــرفق رسالة أخيه التي يظهر فيها حجم المعانات التي حصدتها عائلة الشهيد واليكم نصــها :-
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ الشيخ ابو مجتبى المحترم ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اود ان ابين لكم ماعانيته وعانته العائله من ظلم وتعسف آبان النظام السابق بسبب عملنا ودعمنا للأخوه المجاهدين في صفوف المقاومه الاسلاميه انذاك في اهوار الجنوب ( الناصرية _الطار) ..
واحيطكم علما اني قدمت الغالي والنفيس في تلك الفتره مع المخاطره بالنفس من اجل اكمال المسيره التي آمنا بها وكما يلي بايجاز
١. بيع سيارتين من ملكي الخاص في فترات متقاربه وصرفهما على الاخوه المجاهدين .
٢ .تحملي اعباء وخطورة نقل المواد والمساعدات لفترات طويله من المدينه الى الاهوار كما يعبر انذاك (من الداخل) وخاصة من يد الشيخ عبد الرضا الزريجي الذي اعتقل آخرا ،ومن آخرين في النجف
٣ . بعد اعتقال الشيخ المذكور آنفا لجات الى بيع بيت السيد حسن (ابو عبد الله) وصرف المبلغ على المجاهدين ... وتحملت مسؤولية البيع بعد المضايقات ومعاناة المتابعه
٤. بعد غياب المصادر الشيخ والاصدقاء ونفاذ مالدينا ... لجأت الى صرف ماعندنا والتضييق على عوائلنا ونحن نعيش الحرمان من ابسط مقومات الحياة
اما الاضرار التي لحقت بنا اولها التهجير القسري من محل سكنانا من (الناصرية والطار) الى مدينة( المحاويل في بابل ) والتي اذقنا فيها الامرين من المتابعه والمضايقه والعوز المالي .. وقد تم هدم الدار في الناصرية ومصادرة مافيها من مواد مما ادى بنا بعدها الى الرحله الى ناحية الكفل في بابل متخفين وبعدها الى اليوسفيه بحجة العمل (فلاحين لدى بعض الميسورين ) مع الحصاد والتكتم والخوف الشديد من اي اعتقال او تصرف بعثي مرتقب
بعدها رجعنا الى المحاويل تحت الرقابه الامنية ونحن نسكن بيتا في التجاوز ومنطقه شعبيه ولانزل نسكن فيه حيث لم نتمكن من شراء اي دار للسكن لما مره بنا من متابعه وتحولات وعسر حال مر بنا انذاك
ولم نحصل لحد الان على ابسط حقوقنا التي حصل عليها المتضررون عادة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يتبع ...