بسم اللّه الرحمن الرحيم
«إنا لله وإنا إلیه راجعون»
(موت العالم ثلمة في الدین)
ببالغ الأسی والأسف وبألمٍ وحزنٍ عظیمین تلقّینا نبأ رحیل رمز من رموز الدین والعلم والجهاد سماحة آیةالله الشیخ محمدباقر الناصري تغمّده الله برحمته الواسعة وحشره مع الأئمّة الطیّبین الطاهرین الهداة المهدیّین(علیهم الصلوة والسلام).
إنّ فقیدنا الغالي الشیخ الناصري کان بحقّ من العناوین البارزة للجهاد ضدّ الطواغیت بل کان مدرسة الجهاد فقد مارس النضال منذ بدایة حیاته، منذ أن تولّی قاسم العراق الحکم، واشتدّ جهاده وتوسّع نطاق عمله في ظلّ المرجعیّات الدینیّة أیام المدّ الأحمر وتسلّط الشیوعیین علی الوضع في العراق وهکذا استمرّ عمله الجهادي أیام حکم العارفین، وأما في أیام البعث السوداء حیث حکموا البلاد عناصر لم تبق جریمة إلا ارتکبوها ولا ذنب إلّا اقترفوه من قتل الملایین من أبناء الشعب العراقي الأبریاء وفي طلیعهتم العلماء ورجال الدین والمثقّفین والجامعیّین وغیرهم فقد وقف في میدان الجهاد بکلّ جرأه وشجاعة مدافعاً عن الدین وحرماته والوطن وسلامته بکلّ جرأه وبسالة وکان في طلیعة المجاهدین الذین عانوا ما عانوا من السجن والنفي والتبعید، وهو في کلّ هذا کان صامداً وراسخاً لاتأخذه في الله لومة لائم، ینتقل من بلد إلی بلد ویحمل روحه الجهادیة بقلبه وجوانحه ویواصل عمله الجهادي بجسمه وجوارحه وفي کلّ هذا یحمل روحاً ولائیة متعلقة بحبّ أهل البیت(صلوات الله وسلامه علیهم أجمعین)، وکم قام رحمه الله تعالی بخدمات إجتماعیة وتثقیفیّة من تأسیس المساجد والجوامع ودور التثقیف وتحت اشرافه تأسّست جمعیات ومجموعات من الشباب المتحمّسین للدین والمذهب والمجاهدین والمناضلین والواقفین بوجه الإنحرافات الفکریة والعملیة، ولقد خلّف أنجالاً صالحین یخدمون الوطن بکلّ قوّة وإخلاص، فهنیئاً له کلّ هذا وبهذا لم یمت الشیخ الناصري بل هو حيّ بجهاده وخدماته في مختلف المجالات؛ فسلام علیه یوم عاش ویوم مات ویوم یبعث حیّاً.
وفي الختام نسأل الله الرحمن الرحیم لشیخنا الناصري علوّ الدرجة ورفعة المقام، ولأسرته المبارکة عظیم الأجر وجمیل الصبر، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظیم.

مشهد المقدسة
٩/ذي الحجة الحرام/١٤٤١

محمّدعلي الموسوي الشیرازي