صحيفة اوان

مجلة مبرات التضامن التي اصدرت عام 2016

جمعية التضامن على الفيس بوك

شعيرة الاعتكاف في جامع الشيخ عباس الكبير

#

 

في ذكرى مولده الشريف.. ما هي مسؤوليتنا تجاه النبي (صلى الله عليه واله)

Tue , 2020/11/03 | 11:20

لمحات من كتاب "دراسات في التاريخ الإسلامي" لمؤلفه آية الله الشيخ الناصري (طاب ثراه)

من ضمن ما كتبه آية الله الشيخ محمد باقر الناصري(قد) عن شخصية الرسول الأكرم محمد بن عبد الله (صلى الله عليه واله) في كتابه دراسات في التاريخ الإسلامي موضوعا جاء بعنوان "مسؤوليتنا تجاه النبي" قال فيه:

ثبت بطرق عديدة ان النبي (ص) وهو الصادق الأمين قال: (ما أوذي نبي بمثل ما اوذيت) وهي إشارة لبعض ما تعرض له الرسول من جراء القيام بالدعوة الإسلامية.

فما كاد الرسول (ص) يقول للناس: (قولوا لا اله إلا الله تفلحوا)، حتى توجه إليه النقد والطعن والأذى بمختلف الصور والأشكال. كسرت رباعيته، ادمي ساقاه، تعرض للقتل والاغتيال أكثر من مرة، كل ذلك في سبيل ترسيخ الإسلام ونشر مبادئه وخدمة الإنسانية وما كاد يستقر حال المسلمين ويتنعموا بنعيم الإسلام حتى تحسس فريق من مفكري الإسلام في محاولة لشكر النبي (ص) على صنيعه، وجرت همسات ومشاورات تهدف جمع مال وهدايا تقدم لرسول الله (ص) عرفانا منهم بالجميل للمنقذ العظيم، ومحاولة للترفيه عن حال الرسول (ص) وأهل بيته الذين شاركوه شظف العيش، ولكن القران الكريم اظهر تلك الهمسات قبل نضوجها ونبه على أفضل السبل لكي تعبر الامة بها عن امتنانها وشكرها للنبي (ص) على إنقاذه لهم من الكفر والجهل والضلالة بقوله تعالى:  ]قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى[.

ويضيف: انه لا يقتصر شكر الرسول الأعظم وعرفان الجميل والتعبير عن الامتنان بنعمة الإسلام على المسلمين الأولين فقط، بل هو واجب على كل مسلم في كل زمان ومكان.
والشكر لا بد أن يكون بما يناسب حال المشكور وتطيب به نفسه وبما تقدم من آية المودة في للقربى ، وبالحديث المتواتر بقوله (ص): (إني مخلف فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبدا).
نعم: بما تقدم تتضح لنا معالم الطريق التي يجب أن نسلكها في تعبيرنا عن تقديس الرسول ومسؤوليتنا تجاهه (ص).
وبذلك يفرض علينا سلوك الطريق المؤدية لرضا الله ورسوله والتمسك بالكتاب والعترة، وان رضا النبي العظيم الذي ينشده كل مسلم منوط بمدى تمسك المسلم بتعاليم دينه التي لا تتضح إلا من الكتاب الكريم دستور الإسلام الخالد ونظامه العتيد، والثقل الثاني عترة الرسول (ص) أهل بيته الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وهم مصدر من مصادر الشريعة بما وعوه من رسول الله قولا وعملا، وهم أول الناس إسلاما وأثبتهم إيمانا، وأكثرهم جهادا، وأغزرهم علما، وأعذبهم منهلا، وأكثرهم لصوقا برسول الله، وأعرفهم بالكتاب، وأفقههم بالسنة، لا يسبقهم إليهما سابق، ولا يفضلهم لاحق.

ويختم: كل هاتيك الصفات وغيرها قام الإجماع على توفرها فيهم فمن أولى منهم بالموالاة؟ ومن أحق منهم بالإتباع؟

بهم علمنا الله معالم ديننا، وفيهم ورد من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة المتواترة ما لا يسع ذكره مما يخفى أمره.

في ذكرى مولده الشريف.. ما هي مسؤوليتنا تجاه النبي (صلى الله عليه واله)