يحي جمع من المؤمنين في كل عام شعيرة الاعتكاف في مسجد الشيخ عباس الكبير وسط مدينة الناصرية والذي يستمر لمدة ثلاثة أيام متواصلة ابتداء من اليوم الثالث عشر حتى الخامس عشر من شهر رجب الأصب.

وتقوم جمعية التضامن منذ عام 2003 وحتى الآن برعاية هذه الشعيرة في مسجد الشيخ عباس الكبير، حيث تهيئ للمعتكفين مختلف الخدمات من طعام وشراب ومبيت ليتسنى لهم الاعتكاف والصيام والقيام بالأعمال المطلوبة.

وقد شهد جامع الشيخ عباس الكبير هذا العام إقبال العشرات من المؤمنين لإحياء هذه الشعيرة العظيمة انطلاقا من قول النبي الأكرم محمد (ص) "من اعتكف إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".

يقول احد المعتكفين الحاج عماد الواجدي، أن "إقامة سنة الاعتكاف في مسجد الشيخ عباس تعتبر من النوادر في المنطقة والتي أحياها وشجع على إقامتها في هذا المسجد الكريم المرحوم آية الله الشيخ محمد باقر الناصري (طاب ثراه)".

ويتابع الواجدي "هذه الليالي الثلاث التي نقضيها في المسجد تتخللها عدة أعمال تبدأ بالصيام وإقامة الصلوات، كما تتضمن إقامة بعض الأنشطة المتعلقة بطرح الأسلة عن شعيرة الاعتكاف، إضافة الى معرفة الأحكام الشرعية.

ويؤكد الواجدي، "منذ سنوات طويلة وأنا أشارك في إحياء هذه الشعيرة في نفس المسجد، وقد شاركنا فيها الكثير من المؤمنين قسم منهم مازال مستمر على إقامتها، والقسم الآخر رحل إلى جوار ربه وفي مقدمتهم المغفور له الشيخ احمد ظاهر الشويلي الذي كان من السباقين لإحياء هذه الشعيرة والسعي لتوفير كافة التسهيلات لخدمة المعتكفين"، وكذلك الحاج باقر فاخر (رحمه الله) وغيره من المؤمنين.

من جانبه يقول الأستاذ حكيم جميل احد المشاركين في الاعتكاف "أن مشاركته في هذه الشعيرة تأتي انطلاقا من قول النبي (ص) (من اعتكف إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه).

ويرى جميل " أن إحياء هذه الشعيرة تحقق له نقلة إلى رحاب اللّه يعمق فيها صلته بربه ويتزود بما تتيح له العبادة من زاد، ليرجع إلى حياته الاعتيادية وعمله اليومي وقلبه أشد ثباتا وإيمانه أقوى فاعلية".

والجدير بالذكر أن جمعية التضامن الإسلامي في ذي قار تقوم منذ عام 2003 وبرعاية آية الله الشيخ محمد باقر الناصري (قد)، ومتابعة المغفور له الشيخ احمد ظاهر الشويلي (رحمه الله)، وسماحة الشيخ محمد مهدي الناصري باحياء هذه الشعيرة في مسجد الشيخ عباس الكبير خلال شهر رجب الأصب، حيث يتضمن برنامج الاعتكاف الصيام ثلاثة أيام وإقامة الصلوات جماعة بالإضافة إلى تلاوة القران والأدعية المأثورة، والابتعاد عن بعض الممارسات اليومية.