صحيفة اوان

مجلة مبرات التضامن التي اصدرت عام 2016

جمعية التضامن على الفيس بوك

شعيرة الاعتكاف في جامع الشيخ عباس الكبير

#

 

أسئلة وكالة الصحافة الفرنسية وأجوبة مكتب سماحة السيد السيستاني ( دام ظلّه ) عليها

2015-08-21 01:08

 

 

أسئلة وكالة الصحافة الفرنسية وأجوبة مكتب سماحة السيد السيستاني ( دام ظلّه ) عليها
وكالة الصحافة الفرنسية

بغداد العراق – المكتب الرئيسي

العدد : 500

التاريخ : 17 / 8/ 2015

 

الى / مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني

تهديكم وكالة الصحافة الفرنسية أطيب تحياتها ، وتنقل إليكم رغبتها بطرح الأسئلة أدناه على مكتب سماحته أو من ينتدبه مشكوراً ، في إطار تقرير تُعدّه عن الاصلاحات التي أقرّتها الحكومة العراقية ، ودور المرجعية العليا في التشديد على ضرورة مكافحة الفساد وتطوير مؤسسات الدولة والخدمات العامّة .

1-     ما هي الأسباب التي دفعت سماحة السيد إلى الدعوة حالياً بشكل صريح وصارم إلى الاصلاح ؟

2-    هل يوجد تواصل مباشر بين سماحة السيد والسيد رئيس الوزراء حول هذه القضايا ؟ وهل طلب السيد رئيس الوزراء من سماحته تأييد خطواته ومباركتها ؟

3-   ما هي الرسالة التي يرغب سماحة السيد في إيصالها عبر الدعوة للاصلاح ، وانتقاد عدم تجاوب السياسيين في مراحل سابقة مع دعواته المتكرّرة لذلك ؟

4-     هل يعتبر سماحة السيد ان الدعوة إلى مكافحة الفساد واصلاح مؤسسات الدولة ، توازي بأهميتها نداءه إلى الشعب العراقي في حزيران / يونيو 2014 لقتال تنظيم داعش ؟

5-    برأيكم ، ما هي الأسباب ومن يتحمّل مسؤولية وصول العراق إلى هذه المرحلة من الفساد وترهل مؤسسات الدولة ومستوى الخدمات العامّة ؟

آملين بتجاوبكم مع طلبنا ، نرفق شكرنا على حسن تعاونكم بجزيل الاحترام والتقدير .

 

وليام دنلوب

نائب مدير المكتب

وكالة الصحافة الفرنسية – بغداد

 


                                                                          بسم الله الرحمن الرحيم

1 ـ إنّ المرجعية الدينية العليا طالما دعت إلى مكافحة الفساد وإصلاح المؤسسات الحكومية وتحسين الخدمات العامّة ، وحذّرت أكثر من مرّة من عواقب التسويف في ذلك، ومنها في بيان صدر من مكتبها في شباط عام 2011م ورد فيه ( إنّ المرجعية الدينية التي طالما أكّدت على المسؤولين ضرورة العمل على تحقيق مطالب الشعب المشروعة تحذّر من مغبّة الاستمرار على النهج الحالي في إدارة الدولة ومما يمكن أن ينجم عن عدم الاسراع في وضع حلول جذرية لمشاكل المواطنين التي صبروا عليها طويلاً ).

وفي الأسابيع الأخيرة لما نفذ صبر كثير من العراقيين واحتجّوا على سوء اوضاع البلاد وطالبوا بإصلاحها، وجدت المرجعية الدينية انّ الوقت مؤاتٍ للدفع قويّاً بهذا الاتجاه عبر التأكيد على المسؤولين ـ وفي مقدمتهم السيد رئيس مجلس الوزراء بصفته المسؤول التنفيذي الأول في البلد ـ بأن يتخذوا خطوات جادّة ومدروسة في سبيل مكافحة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية .

2 ـ منهج المرجعية الدينية العليا هو عدم الدخول في تفاصيل العملية الاصلاحية والاكتفاء ببيان الخطوط العامة لها على سبيل النصح والارشاد، كما ورد على لسان ممثليها في خطب الجمعة في كربلاء المقدسة ، وهي تأمل ان يوفّق المسؤولون في القيام بهذه المهمّة الصعبة ويتّخذوا قرارات جريئة تكون مقنعة للشعب العراقي، وستؤيدها المرجعية عندئذٍ بكل تأكيد.

3 ـ من المعروف أنّ المرجعية الدينية العليا قد دعت مبكراً بعد سقوط النظام السابق إلى إجراء الانتخابات العامّة لتمكين الشعب العراقي من اختيار ممثّليه في مجلس النواب، ومن ثمّ تشكيل حكومة وطنية تقوم بواجباتها في توفير الأمن والخدمات وتسير بالبلاد نحو الرقي والتقدّم . وكانت المرجعية تأمل أن تقوم الطبقة السياسية التي وصلت الى السلطة عبر صناديق الانتخاب بإدارة البلد بصورة صحيحة ولا تحدث مشاكل كبيرة بحيث تضطر المرجعية الى التدخل لحلّها أو للتخفيف من تبعاتها، ولكن ـ للأسف الشديد ــ جرت الأمور بغير ذلك، وقد تسبّب سوء الإدارة ـ بالإضافة إلى عوامل داخلية وخارجية أخرى ـ في الوصول بالبلد الى هذه الاوضاع المزرية التي تنذر بخطرٍ جسيم .

وسبق أن أكّدت المرجعية في بيان صدر من مكتبها في نيسان عام 2006م على أنّها لن تداهن أحداً فيما يمس المصالح العامّة للشعب العراقي وستشير الى مكامن الخلل في الأداء الحكومي كلّما اقتضت الضرورة ذلك، وسيبقى صوتها مع أصوات المظلومين والمحرومين من أبناء هذا الشعب أينما كانوا بلا فرق بين انتماءاتهم وطوائفهم وأعراقهم.

ومن هذا المنطلق جاء تأكيد المرجعية الدينية ـ في هذه الايام ـ على ضرورة الاسراع في الخطوات الاصلاحية وتحقيق العدالة الاجتماعية .

4 ـ من المؤكد أنّه لولا استشراء الفساد في مختلف مؤسسات الدولة ولاسيّما المؤسسة الأمنية، ولولا سوء استخدام السلطة ممن كان بيدهم الأمر لما تمكّن تنظيم داعش الارهابي من السيطرة على قسم ٍكبير ٍمن الأراضي العراقية، ولما كانت هناك حاجة الى دعوة المرجعية العليا للعراقيين الى الالتحاق بالقوّات المسلّحة للدفاع عن الأرض والعِرض والمقدّسات .

واليوم إذا لم يتحقق الاصلاح الحقيقي من خلال مكافحة الفساد بلا هوادة وتحقيق العدالة الاجتماعية على مختلف الاصعدة فإن من المتوقع أن تسوء الاوضاع ازيد من ذي قبل، وربما تنجرّ الى ما
لا يتمناه أي عراقي محبّ لوطنه من التقسيم ونحوه لا سمح الله . وهنا تكمن الأهميّة القصوى للدعوة إلى الاسراع في الاصلاح التي أكّدت عليها المرجعية الدينية العليا .

5 ـ إنّ السياسيين الذين حكموا البلاد خلال السنوات الماضية يتحمّلون معظم المسؤولية عمّا آلت إليه الامور، فإنّ كثيراً منهم لم يراعوا المصالح العامّة للشعب العراقي بل اهتموا بمصالحهم الشخصية والفئوية والطائفية والعرقية، فتقاسموا المواقع والمناصب الحكومية وفقاً لذلك لا على أساس الكفاءة والنزاهة والعدالة، ومارسوا الفساد المالي وسمحوا باستشرائه في المؤسسات الحكومية على نطاق واسع، فأدّى ذلك كله ـ بالإضافة الى غياب الخطط الصحيحة لإدارة البلد واسباب أخرى ـ إلى ما نشاهده اليوم من سوء الاوضاع الاقتصادية وتردّي الخدمات العامة. 4/11/1436 هـ الموافق 20/8/2015 م

 

مكتب السيد السيستاني ( دام ظلّه )

النجف الأشرف

 

أسئلة وكالة الصحافة الفرنسية وأجوبة مكتب سماحة السيد السيستاني ( دام ظلّه ) عليها