صحيفة اوان

مجلة مبرات التضامن التي اصدرت عام 2016

جمعية التضامن على الفيس بوك

شعيرة الاعتكاف في جامع الشيخ عباس الكبير

#

 

افاق الثورة والتجديد في تأريخ العراق المعاصر....

Sat , 2015/10/17 | 07:12

د صلاح مهدي الفضلي

هو الشيخ عباس بن عواد بن شاتي الجابري العنزي الذي ينحدر من منطقة الخضر التابعة للسماوة ، ولد عام 1892م ، سكن النجف منذ نعومة أظفاره ودرس على يد علمائها في عام 1327هـ الموافق لعام 1907م وكانت دراسته العالية على يد أبرز علمائها كالشيخ النائيني والسيد اليزدي والشيخ محمد رضا آل ياسين والسيد أبو الحسن الأصفهاني وغيرهم  .
في سنة 1920 تقدمت وفود مدينة الناصرية بطلب إلى المرجعية الدينية ليكون الشيخ الناصري معتمد المرجعية فيها ، فاختارته المرجعية لهذه المهمة الجسيمة وفي مرحلة حرجة من تاريخ العراق .
نال درجة الاجتهاد المطلق عام 1943م على يد مراجع النجف الكبار كالسيد أبو الحسن الأصفهاني والسيد محمود الشاهر ودي وغيرهم .
عرف بأدواره الإصلاحية الكبيرة في مدينة الناصرية وضواحيها فأسس الجامع الكبير في الناصرية والمدرسة الدينية فيها وتخرج على يده جملة من العلماء الكبار كالشيخ أسد حيدر صاحب المؤلفات الجليلة والشيخ حسن مطر الناصري وهو من المجاهدين الكبار .
وبعد عودة العلماء المسفرين وابتعادهم عن الأمور السياسية توجه الشيخ الناصري لنشر التديّن والتوجيه العقائدي فكان له دوراً إصلاحياً كبيراً في مدينة ذي قار الأدب والنبوغ الفكري ، هذه المدينة الباسلة التي توالى عليها الظلم والتهميش والضياع والحرمان .
" أسس الشيخ الناصري نادي الأدب الإسلامي الذي تكفل بإشاعة الأجواء العقائدية وبث روح التديّن واحتضان الأدباء والشعراء الإسلاميين فكانت الندوات الفكرية والأدبية والمحاضرات وأمسيات الشعر العربي تتوالى باستمرار وردّاً على الحملات التبشيرية والإلحادية التي اجتاحت مدن الجنوب بشكل سافر "  .
فضلاً عن حضوره في حصار النجف عندما كان طالباً فيها عام 1918م واشتراكه في ثورة العشرين وكان طالباً حوزوياً قدم تواً إلى الناصرية ، ثم مساهمته الفاعلة في أحداث عام 1935 في مدينة سوق الشيوخ وقد كانت بقيادة علماء أجلاء مثل الشيخ عبدالحسين مطر وعبدالحسين شحتور وبرعاية من المرجع محمد حسين كاشف الغطاء مما أجبر الحكومة لإرسال الجيوش لفتح المنطقة عسكرياً .
وفي حركة مايس عام 1941م وقف الشيخ المجاهد مع تلك الحركة التي استهدفت إنهاء الوجود البريطاني في العراق " وكان بيته في الناصرية مركزاً للثوار فتعرض للقصف الكافر إذ تهدم داره مع سقوط أعداد من الشهداء والجرحى "  .
عرف الشيخ الناصري بمواقفه القوية ضد المد الشيوعي الإلحادي بعد عام 1958 وكامتداد لدوره الإصلاحي التغييري وكان ينظم المحاضرات ويعقد الندوات لتنوير عقول الشباب المؤمن ، " وقد شكل الشيخ قاعدة فكرية سياسية مهمة جداً في مدينة الناصرية وظل في هذا الجهاد حتى وافته المنية عام 1967م "  وقد ترك ذرية صالحة وقاعدة شبابية مؤمنة استمر دورها بعد وفاته إذ كانت الركيزة الأولى لنمو الحركة الإسلامية الوطنية المعاصرة فكان ولده الشيخ محمد باقر الناصري وهو من رجال الدين الكبار في هذا العصر والأب الروحي للحركة الإسلامية وتيار الدعوة الإسلامية فضلاً عن
الشيخ محمد مهدي الناصري والشيخ جعفر والسيد قاسم هجر وغيرهم من مجاهدي الناصرية .

 

افاق الثورة والتجديد في تأريخ العراق المعاصر....