صحيفة اوان

مجلة مبرات التضامن التي اصدرت عام 2016

جمعية التضامن على الفيس بوك

شعيرة الاعتكاف في جامع الشيخ عباس الكبير

#

 

مساجد في ذاكرة الناصرية

مسجد الشيخ عباس الكبير

وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا

 

فإن عِظم الوسيلة بعظم غايتها، فإذا كانت الغاية عظيمة؛ كانت الوسيلة إليها عظيمة، فلما عظمت الجنة؛ عظم الطريق الموصل إليها وهو صراط الله المستقيم، ولما عظم هذا الصراط؛ أمرنا الله بسؤال الهداية إليه بقوله: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ.

والمتأمل في كتاب الله - تعالى- يجد أن الهداية التي جاء بها الأنبياء والمرسلون لإخراج البشرية من الظلمات إلى النور، منطلقين من بيوت الرحمن التي هي مظان وجودها، وورث هذه الهداية عنهم العلماء والدعاة والصالحون الذين تربوا في هذه المساجد.

والمتأمل في المسجد ودوره يلحظ من خلال تأمله أن الدور الأعظم في هداية البشرية، وإخراجها من الظلمات إلى النور، ومن الكفر إلى الإسلام، ومن الجهل إلى العلم، ومن الشقاوة إلى السعادة، ومن الذل إلى العزة، ومن الضعف إلى القوة؛ إنما يقوم به المسجد، لأن المسجد جامعةٌ للهداية، تخرج منها العظماء، لذا جعله النبي - صلى الله عليه واله وسلم - الركيزة الأولى لإقامة الدولة الإسلامية في المدينة.

فلو بحثت في مصانع الدنيا، وتأملت في إنتاجات البشر، ونظرت في مؤسسات العالم، وقرأت في صفحة الكون؛ لن تجد مصنعاً يصنع فيه الرجال مثل المسجد.

لا يُصنع الأفذاذ إلا في مساجدنا في روضة القرآن في ظل الأحاديث الصحاح

لأن المالك هو رب العزة: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً.

قد حث الله - عز وجل - في كتابه، والنبي - صلى الله عليه واله وسلم - في سنته؛ على عمارة المساجد،وأنه لا يعمرها إلا من اتصف بصفات معينة زكية، فمن ذلك ما ذكره الله في سورة التوبة إذ يقول: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ}، ومن أهم صفاتهم إخلاص العمل لله - عز وجل -، يبنون المسجد لا يريدون بذلك سمعةً، ولا شهرةً، ولا رياءً، بل يريدون وجه الله.

من هذا المنطلق دأب مكتب اية الله الشيخ الناصري باشراف الشيخ محمد مهدي الناصري على بناء المساجد والحسينيات في مختلف اقضية ونواحي المحافظة وهذا نهج انتهجه آباءه من قبل فان آية الله الشيخ عباس الخويبراوي وآية الله الشيخ حسن الخويبراوي كان لهما الدور البارز في تأسيس كبريات المساجد في مدينة الناصرية  امثال مسجد الشيخ عباس ومسجد الشيخ حسن ومسجد الامام علي ومسجد الامام علي بن موسى الرضا ومسجد الامام الصادق عليهم السلام ومسجد البناية وغيرها وجاء دور الأبناء ليزيدوا على مافعله الآباء فأصبحت المساجد منتشرة في عموم أقضية ونواحي المحافظة حتى بلغت قرابة أربعين مسجدا وحسينية ومنها:

 جامع الشيخ عباس الكبير الذي يقع في قلب مدينة الناصرية في سوق الصفارين  أسسه آية الله الشيخ عباس الخويبراوي عام ( 1932) مع مجموعة من ابناء المنطقة شيد بناءه من الطين والطابوق حتى عام 1962م جدد بناءه بالطابوق والاسمنت وسقفه من الحديد ,وأضيفت له مكتبة الباقر العامة التي تعد من اكبر المكتبات في الناصرية وجنوب العراق حوت الالاف من الكتب والمخطوطات, حتى صار من الجوامع الكبيرة الواسعة حيث اصبح مساحة الحرم 300 م وساحة عند مدخل الجامع قرابة 300 متر اضافة الى مساحة المكتبة وفرش بالسجاد الفاخر وعلقت به الثريات ونقش على المحراب ( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا) وفيه طابق علوي مصلى النساء ثم أضيفت له مدرسة العلوم الدينية ثلاث غرف في الطابق الثاني وله مجموعة دكاكين وقف على الجامع واضيفت مؤخرا الى الجامع.

وبعد سقوط النظام قام اية الله الشيخ محمد باقر الناصري بهد الجزء الاعظم منه باستثناء المكتبة وتوسعة وأنشاءه من جديد حيث بنى ستة غرف بطابقين الأول والثاني لطلبة العلوم الدينية وإنشاء قبة كبيرة وسط المسجد ثم هُد الجزء الشمالي من المسجد والمكتبة ولا يزال الأعمار فيه جاريا فهو معلمٌ حضاريٌ وتاريخيٌ فريدٌ من نوعه في المدينة.

يُدرس فيه الفقه والأصول والعقائد والأخلاق والنحو وغيرها حيث حلقات الدرس اليومية لطلبة مدرسة العلوم الدينية وتقام فيه صلاة الجمعة والجماعة.

كما وتُحيى فيه المناسبات الدينية والمحافل القرآنية واعتادت إدارة المسجد  وجمعية التضامن الإسلامي على إقامة أنشطة سنوية ثابتة منها حملة التبرع بالدم يومي التاسع والعاشر من محرم الحرام مواساة لتلك الدماء التي سالت على ارض كربلاء ورفد القطاع الصحي في المحافظة بقناني الدم لدعم شريحة الفقراء , ومنها إحياء شعيرة الاعتكاف في الأيام البيض من شهر رجب الاصب من كل عام والكثير من الأنشطة التي تخدم المجتمع الإسلامي وأبناء المدينة.

جامع الشيخ عباس الكبير في خمسينيات وستينيات القرن الماضي

دروس طلبة العلوم الدينيه في مسجد الشخ عباس الكبير

مكتبة الامام الباقر (علية السلام)

المعتكفيين في جامع الشيخ عباس الكبير

حمله التبرع بالدم في جامع الشيخ عباس الكبير

جامع الشيخ عباس الكبير

 

 

 

مساجد في ذاكرة الناصرية