صحيفة اوان

مجلة مبرات التضامن التي اصدرت عام 2016

جمعية التضامن على الفيس بوك

شعيرة الاعتكاف في جامع الشيخ عباس الكبير

#

 

نجم من نجوم أبناء الناصرية ...

Thu , 2016/12/01 | 10:13

 

أسعد الحسيناوي /مركز التضامن للإعلام :

في قدر الطرقات الحزينة، عاشت مدينة الناصرية، ألالم  وأحزان، على فقدان أحد أبنائها الطيبين الذي كانت بصماته في المجتمع  من خلال المواضبة والرغبة في تقديم يد العون للأخرين  وكان يفتخر بأنه أحد أبناء الناصرية ،هو ،كاظم عبد الحسين الخباز ،وكتب عنه الاستاذ نعيم عبد مهلهل ، قائلا :

عند خط الشروع في استعادة ذكرى ما من بين تلك النجوم التي تعوم في انهار سماء المدينة وهي تحكي قصة الحلم والحياة ، هناك من الوجوه الطيبة من تحمل في صدى اعماق ارواحها اثيرا جميلا لنسائم طيبة كلما نشمها تهيج فينا ذكرى الزمان والمكان ونتمنى لو كانوا هنا الآن. وجوه يؤطر الاشتياق صورها ، وتضيء تحت اجفانها شموع مواليدهم في سجلات اعمارنا ، السنين والايام واللحظات والمواقف التي نستعيدها ومعها نساعيد عطر حضورهم في اشتياقنا للحديث عنهم . والمرحوم كاظم عبد الحسين الخباز هو واحد من هؤلاء الذين كانوا لهم اريكة من عاطفة الجلوس معا ، فهو جاري في الشارع ، وجاري في لحظات الصداقة وبالرغم من انه لم يكمل تعليمه إلا ان علاقاته الجميلة والوثيقة بكل شرائح المجتمع مكنته ليكون صاحب حضور وقبول عند الجميع . والده المرحوم عبد الحسين كان خبازا شهيرا ، طيب وعصامي والجار الحنون ، وكان معه في نفسه البيت عمه المرحوم صادق ابو كريم وكان خياطا مشهورا ايضا . كاظم عبد الحسين كان يحمل صفات لاتحصى من النخوة والطيبة وحب مساعدة الاخرين ، وكاد يعدم اثناء اعتقاله في الانتفاضة الشعبانية لكن شهادة للمرحوم باقي حسون لصالح كاظم هي من انقذته من الموت حين شهد في المحكمة ان كاظم هو من اعطى المحافظ الماء وسقاه قبل ان يُقتل . فتم الافراج عنه ولا ادري ان كان مجازاة لموقف المرحوم باقي مع كاظم عندما طلب يد ابنته وتزوجها . بعد السجن عانى المرحوم كثيرا من العيش في اجواء الحصار فقرر الهجرة الى سوريا ولكن دون جواز واوراق ثبوتية فالقي القبض عليه ولحسن حظه تم اعادته عن طريق الشمال فنجى مرة اخرى من الموت . عاد بعد 2003 ليعيش حياته بيننا ، بذات المرح والابتسامة والطموح بتحقيق شيء يوفر لحياته الاستقرار ، فوجد عملا له مع صديقه الفنان عادل عكار الذي افتتح له مطعما على الشاطيء امام فندق الجنوب ، وهناك كنت اجد كاظم عبد الحسين بذات المرح وتلك الابتسامة وذلك المزاح الذي لايفارقه. هذا الطيب عاش كبير اربع اخوة من الذكور واربعة من الاناث يفتخر دوما بأنه ينتمي الى الناصرية ، وكان له حضور طيب في مجتمع الناصرية ومستعدا لتقديم المساعدة لابناء مدينته لما عرف عنه من حماس وشجاعة في انجاز ما يوكل اليه. تأتي الرحمة اليه الان وقد اختطفته يد المنون بحادث سير مؤسف هو وصديقه المرحوم وهاب الحاج حسن خضير خال اولاد الصديق عصام عبد العالي . مات الصديقين في حزن الطرقات وافتقدت الناصرية شابين ، احدهما كاظم عبد الحسين الذي كان له الحضور الجميل بين كل الاوساط الاجتماعية. واظن مع موت كاظم الذي سمعت عنه وانا في ازمنة الاغتراب شعرت ان وردة من وردات الذكرى في شارعنا قد ذبلت وان عليَّ ان اعيد صياغة مرثية حزينة وجميلة تليق بهذا الطيب الذي كنت اتفائل دوما بحضوره لانه يملك طاقة ايجابية عالية ومستعد دوما للدفاع ان اسم منطقته ومدينته . موت كاظم عبد الحسين الخباز كان مفجعا وقدريا لم نكن نضعه في حسابات الخسارة اننا سنفقد طيبا عانى الكثير في حياته ولكنه كان يتقبل تلك المواقف الحرجة بشجاعة وثقة عالية بالنفس ومعها كانت هناك ابتسامة وايمان عجيب انه سينجو. لكن الطرق واقدارها واحداثها التعسه لم تكتب له النجاة هذه المرة فمات هو والحاج وهاب حسن بحادث سير. الرحمة لهما . والى كاظم عبد الحسين الخباز اناشيد ذكريات عمر طويل مع المحبة مع ذلك الجار الطيب ورفيق الطفولة التي لايمكن نسيانها.

إنهاء الدردشة

نجم من نجوم أبناء الناصرية ...

نجم من نجوم أبناء الناصرية ...